أقلام حرة

بسام فاضل: الكلمة التي أسقطت كلينتون

ليست الرسائل الخاصة لكلينتون وحدها هي التي قلصت الفارق مع المرشح الجمهوري ترامب والتي عمل جهاز بحجم المخابرات على كشفها واختراق قدسية الخصوصية التي تتظاهر بها الولايات المتحدة الامريكية .هذه الرسائل فقط أعطت ترامب ميزة نحو التقارب واوحت لكل المؤيدين له أن هناك من يقف خلفه وأن سخط وعدم رضاء لأهم الأجهزة الفتاكة الامريكية على السياسة التي تتخذها هيلاري ليس منذ الوهلة الأولى وإنما منذ أن كانت في الخارجية وعلى النماذج المتبعة لدى الديمقراطيين .

إلا أن الافضلية القصوى في نظر المتابع للخطابات النارية لترامب أعطته  حق التميز وكان تشديده على أهمية وقف الهجرات أمام السوريين الذي بلغت أكثر من 500% وأن على الولايات المتحدة أن تراجع سياستها أزاء عاطفتها التي تسبب لها المشاكل في الداخل الامريكي .

الرجل يوظف خبراته ونظرته تصب نحو الاقتصاد الامريكي باعتباره اقتصاديا ناجح أستطاع أن يصل إلى موقعاً مرموقاً تجارياً أمكنه إلى أن يكون رئيساً للولايات المتحدة مبدي تطلعه إلى تحقيق أزدهار قويٌ خلال الاعوام الاتية لذا فرغم النجاح للسياسة الامريكية في ليبيا من أزالة نظام القذافي وتفتيت عضد الدولة إلا أنه ينظر إلى فشل ذريع ناتج عن تبديد للقدرات العسكرية مع عدم قدرة على أيجاد نظام موالي للبيت الابيض يمكن الاستفادة منه أقتصادياً يحد من أن تتكون  خلايا ارهابيه تتمكن من مهاجمة المصالح الامريكية في أوربا وأفريقيا وعقر دارها.

في المقابل فإن الأمريكيين مصابين بالإحباط والتذمر من تدخل روسيا في سوريا وعرقلة مخططات البنتاجون بعد أن عجز عن السيطرة عن الجماعات التي أنبتها لمحو نظام الأسد وأصبحت تسبب له الصداع مع الحلفاء في المنطقة لا سيماء العراق والاردن وحاليا أجبر على محاربتهم تحت مسمى التحالف الدولي الذي يرى أنه يخدم نظام الأسد ويسدد ضريبة تأليب هذه الجماعات من سابق ضد الدولة السورية كما أستغل ترامب ترهيب الشعب الامريكي من العناد الروسي وتحطيمه لكل الحواجز التي وضعتها السياسة الامريكية وهو ما أستدل به على اهمية تغيير الاسلوب المتبع من قبل سلفه وآن الاوان لأن يضع سياسة تعيد الهيبة للبيت الابيض تتماشى مع مصالح الولايات وحلفائها .

كسب ترامب بتصريحاته المنطوية على الشعور بالقلق من الخارج الامريكي والتهديد المستمر للداخل الامريكي والمصالح بشكل عام وأشاعة الاستضلال تحت عصبة القومية الامريكية والتمسك بالتحالفات القوية مع الاصدقاء وعدم التخلي عنها كسب العديد من المشاعر وعمل اليهود بجد لأجل انتصاره بعد صراحة الالتزام بحماية أمن الكيان الصهيوني وتجديد تعهدات الصداقة والمصالح المشتركة للطائفة التي يخشاها كل من سبق له أن ترشح للرئاسة الامريكية بمن فيهم أوباما نفسه بينما هيلاري كلينتون لم تضع لها أدنى اعتبار عدى في أطار السياسة المتعارف عليها في أسس البيت الابيض بينما اليهود وأنصارهم تشكل تصريحات من هذا القبيل دافعا للعمل إلى الجانب الذي يشيع ذلك مجاهرة .

 

بسام فاضل 

 

في المثقف اليوم