أقلام حرة

بسام فاضل: لماذا تخبئ الحكومة اليمنية فشل السلطات المحليه؟

منذ الوهلة الأولى بداء للمواطن في الجنوب أن الحكومة اليمنية أتت بعصا سحرية من قربتها في الرياض لإنقاذه والعمل لأجل تذليل الصعوبات الناجمة عن أنهيار كافة مؤسسات الدولة جراء الحرب والسيطرة التي خلفها النظام اليمني الذي كان يسيطر عليه الجيش الموالي للرئيس المخلوع صالح، وفيما ذهبت الغالبية بعد عجزها عن ذلك إلى كيل الاتهامات وتحميلها مسؤولية الفساد الذي لازال يضرب غالبية أجهزة المؤسسات المحلية والحكومية .

حجم المسؤولية كبير جدا وإمكانيات الحكومة لا يمكن أن تحتويها لعدم قدرتها على السيطرة على كل مقدرات الوطن ولانقسام كل جهود الدعم والاغاثة مع جهات شكلت دويلات وحكومات مصغرة تدعو بالولاء للسلطة القابعة في معاشيق بينما تمارس سلطاتها بعيداً عنها وعن الشعب الذي يبدوأنها تحاول  تقسيمه إلى شعوب بحسب ما تقدمه له .

طالما وهي تعلم أن هناك من يثور عليها فلمِا تصر على التظاهر بالمسؤولية عن كل مواطن ولا تحملها السلطات المحلية في الجنوب المحرر وتتفانى في التغطية على فشل المعينين بقرارات جمهورية من الرئاسة اليمنية كولات للمحافظات والذين بدورهم هيئوا أداراتهم الخاصة بهم وتحاول أن تضعفهم من ناحية وتصورهم كأداة تنفيذية لا تمتلك مقومات الادعاء بتمثيل شعب الجنوب .

وفي المقابل فأن السلطات المحلية تدرك أنها أصبحت تملك الخيارات التنفيذية في الجنوب من دون أن تستطيع أن تحولها إلى واقع عملي على الواقع وأنتهت صلاحيتها أمام الشعب سياسياً لذا فأنها تطيل فترة بقائها مستفيدة من التلويح بإن كل الإخفاق عائدٌ إلى سياسة الحكومة اليمنية المحتكرة لجميع الامكانيات حتى يفرق الشارع غضبه بعيداً عن الخطأ الذي أدركته هذه القيادات الجنوبية متأخرة في وقت بات لا ينفع معه ندم .

وتعمل الحكومة على أمتصاص ردة فعل هذه القيادات بإشعارها أنها تتحمل عوضٌ عنها كل تراكمات الجنوب وتعمل على إصلاحها إلا أن الحقيقة عكس ذلك لحيث أنها تجرها إلى صفها ولمشروعها القائم على شرعية الحرب التي تخدم فرض أمر القوة بالاعتراف باستعادة الشرعية اليمنية أي استعادة النظام اليمني الموحد فرضاً بالقوة امتداد لحرب صيف 94م خدمة لجميع اطراف الحرب التي تضع الجنوب في مناء عن كل الحسابات واعتباره أضافة الى الطرف المناهض  لتحالف صالح - الحوثي .

كان هناك أتجاه بعد الاذعان إلى التسليم لمصالحة الرئاسة ممثلة بالرئيس هادي الجنوبي والناتج عن الاستمرار في تحمل مسيرة الثورة الجنوبية التي بدت بالنسبة لبعض الجنوبيين  ميؤوس منها ومن الصعب تحقيقها وتذوق خيرها، فتولد قناعة باستغلال التصالح والتسامح الجنوبي الذي مهد له لسنوات طوال في استثماره بالتصالح مع النظام الذي يمثل الجنوبيين نسبة كبيرة منه لاستعادة أسس الوحدة اليمنية والشراكة السياسية بين التيارين الرئيسيين اللذان حققاها على اعتبار أن هادي يمثل المؤتمر الشعبي العام والحراك يمثل قيادة الدولة الجنوبية والاتجاهان سائران في ايجاد صيغة ولغة مشتركة قد تقبل في الشمال والجنوب ولكنها تلزم هادي وتكتله أن يستغني عن القوى المتحالفة معه في حرب الحوثي –صالح والتي ترفض شراكة العام 90 وتؤمن بترسيخ الهيمنة على الجنوب والوحدة كما أقرتها حرب عام 94م .

كما أن قوى جنوبية داخل السلطة تؤمن بأحقية صالح كشريك في تحقيق الوحدة من المستحيل أتمام هذه المصالحة بدونه وفي ضل غياب أصحاب الحق الجنوبي والممثلين الاساسيين الذين مهدو للوحدة وبأيديهم  خارطة الطريق الآمنة التي بنيت عليها وعليه فان الدوامة الناجمة عن إعصار الحرب اليمنية سوف تتشبه بربيع مصر العربي وتعيد المؤتمر الشعبي العام  إلى سابق عهده كما ولى الاخوان واعيد الحزب الوطني عن طريق السيسي  .

 

بسام فاضل

 

في المثقف اليوم