أقلام حرة

بسام فاضل: فيدل كاسترو الثورة الخالدة والثوري العتيد

ترى هل يحق لنا أن نكتب عن الثوار ونحن الذي عدنا إلى عتبات الاستعمار نشحت خبز يومنا ونستبدل العلم بالشعوذة والكهانة وننام بعد أن نقيم حفلة زاراً وطلب المدد من الله أن يضحد عنا أمراض أستشرت عجزنا عن أيجاد دواء يرفع حميتها فتهالكت الأجساد إلى أدغال من الحطب .

ترى هل يحق لنا أن نتغنى بثورة كالثورة الكوبية التي قادها كاسترو ورفاقه ضد الطاغية باتيستا ونحن الذي تركنا حمى ثوراتنا وصعد على اكتاف جياعنا زناديقها وغلاتها ومن يقرأ افكارها دجلا وتزويراً.

لكاسترو ترسك لوحات المجد وترفع أكاليل عبقة بعطر الحرية على أضرحة المناضلين في كل أنحاء العالم ,الذين استمدوا جبروتهم الثوري وعنفوانهم النضالي من ملاحم الثورة الكاريبية التي أشعلت الحنق ضد الاستعمار بكل صنوفه وصدرت تجاربها الحية إلى تلك الشعوب القابعة تحت الهيمنة والاضطهاد والاستعمار بكل أشكاله وأنماطه وصنوفه .

لكاسترو تكتب المراثي الطوال ويستنهض التاريخ علما يساق إلى كل طالب حرية وكل طالب مجدا ورقي وسلام وصمود, طوّع الجبابرة والتضخم الامبريالي بكده وتفانيه إلى أن  قدت أنياب الليوث صدئة هرمة لا تصلح لثلم جنح دجاجة .

سنوات من الدائب في التحرر من نظام الطاغية باتيستا أكسبته خبرة وأتقن شعبه ماربه ونال ثقة بأن يكون بدون منازع رجل الحرية ورجل البناء والتقدم .

-هل كان يصمد النظام اذا لم يفرضالتنظيم الثوري الانقلاق مع اعدائه:

كوبا تعيش بين مخالب الفك المفترس وتترصدها قوى مناهضة لثورتها من جهات شتى فهي جزيرة في البحر الكاريبي تقع على مقربة من الولايات الامريكية التي تعارض نهجها وتعتقد بأنه سوف يؤوي إلى ثورات مؤثرة في أمريكا الوسطى والجنوبية وتتأثر به كثير من الأنظمة التي أستمدت منه طبيعة النضال والنظام وغدت الثورة الكوبية يتزايد معجبيها ويقتدى بها في أوربا وأفريقيا وأسيا ولاسيما دول العالم الثالث التي شكل النمط الكوبي في الثورة إزعاج للاستعمار وتصفية أثاره ورواسبه .

 

عقبات سياسه واقتصاديه

بمجرد أن تحققت الثورة حتى فوجئت بعزله سياسية وطوق سياسي مناهض شكل  ممانعة لها واراد عزلها عن العالم المحيط أو الاذعان لخلق تصالح مع الدول التي تتعارض سياستها مع أهداف الثورة التي قامت من أجلها .

كما أن عقوبات أقتصادية طالتها وحروب اقتصادية منهجية قطعت العلاقات التجارية معها وحاربت كل من الدول التي أرادت أن تقيم تبادل أقتصادياً وتجارياً مع نظام كاسترو .

و لذلك تمكنت الثورة الكوبية من أن تنفتح مع دول المنظومة الاشتراكية التي أمتزجت بعلاقات صداقة متينة كسرت عزلة كوبا ومهدت لتشكل كتلة من الوحدة السياسة أهمها على الطلاق في منطقة البحر الكاريبي والقاره الأمريكية .

 

محاولات أسقاط النظام الكوبي والإنقلاب عليه

لاشك بأن المخابرات المعادية وأشهرها CIA أفنت عقود وهي تحاول أن تسقط النظام الكوبي وتدرس طبيعته بزرع آلاف الشبكات الاستخبارية والتي أشتهرت بحرب الجواسيس وكذا محاولات بائسة لاغتيال الزعيم الرمز فيدل كاسترو إلا أنها بائت بالفشل وتمكنت الاستخبارات الكوبية من كشف كل الشبكات وأسقاطها الوحدة تلوا الأخرى وتصفية كوبا منها والأنصار العظيم الذي أرغم أمريكا على الاعتراف بقوة النظام الكوبي تبادل الزيارة بين زعيمي الدولتين لمحاولات تطبيع العلاقة بين الدولتين وحل المشكلة التي أنهت مخاوف التهديد المستمر من قبل البيت الابيض للجزيرة الكاريبية وما يتعلق بأزمة الصواريخ النووية .

 

الاكتفاء الذاتي هو الحل

مع أشتداد الصراع بين المعسكرين العالمين وأدراك كوبا أنها تخوض حربا باردة من شانها أن تسقط نظامها إذا لم تضع الحسابات وتعمل على أتخاذ سياسة أقتصادية صارمة تمهد لاكتفاء ذاتي يمنع حاجتها إلى دول الجوار التي تسبب لها مشاكل في سياستها الداخلية وتتسبب في توريد الشبكات الجاسوسية التي تخترقها عبر شبكات اقتصاديه أغلبها تعمل عميلة للأجهزة الاستخبارية المعادية وأن الأمن الغذائي هو الحل لأستباب النظام وأمنه السياسي والعسكري .

 

بسام فاضل 

 

في المثقف اليوم