أقلام حرة

بسّام فاضل: تركيا الاسترخاء الذي تحوم حوله الشكوك

تركيا شنت حرب عسكرية على قوى تدعي إنها تهدد أمنها ومصالحها داخل تركيا ليس من الآن ولكنه منذ زمن يتعدى السنوات استطاعت أن تغلق حدودها وتأمنها ضد الحركات المناوئة لتوجهها وتحتويها أيضا أحتواء على الحدود التي تعتقدها تابعة لها من دون أن تمكنها الإجهار بمصيرها وأستمر الوضع على هذا الحال منذ سنوات.

وإذا ما نظرنا إلى قضية الأمن التركي فانه مارس بإتقان  كل قدراته في مواجهة ما يطلق عليه  تطرف الاقليات وتمكن أن يلجم كل هذه القوميات بغض النظر عن مطالبها أكانت في أطار الحد المسموح به دستورياً أو التي تطالب بمسائل الهوية ..الخ.

ترافق ذلك مع مطالب الشعب التركي والإلحاح بضرورة زيادة مساحة الحريات الاجتماعية والتحول إلى العلمانية والاندماج مع الاتحاد الاوربي مما حدى بها إلى الدخول في مواجهات يفترض أن تكون متوقعه ومدركه مع اليمين المتطرف أو القوى المتعصبة في القارة الأوربية والتي ترى أن تركيا تحاول أستعادة دورها الريادي في العالم الاسلامي كاليمين اليهودي .

قاد هذا إلى أن تغير تركيا تكتيكاتها من حالة الدفاع إلى الهجوم خارج أطار حدودها بأن مهدت لعراك ومواجهة المتشددين بعيداً عن الدولة التركية التي تتهددها القلاقل الداخلية .

إذاً تركيا تعلم علم اليقين أن أراضيها أصبحت طريقاً للجماعات الإسلامية التركية وغير التركية التي تقاتل في أكثر من دوله مجاوره وكأي دولة من المفترض أن تضع في أولوياتها أن ينقلب السحر على الساحر وأن تلدغ في عقر دارها .

الذي ظهر جلياً وبان أن الأمن التركي لم يكن عند مستوى الحرب التي يشنها مؤخراً خارج تركيا وداخلها وأثبتت العمليات الإرهابية أن استرخاء تام حادث في أجهزت الأمن التركية وتقاعس في آدا المهام وأن  المبالاة معدومة بتاتاً .

فإذا نظرنا إلى الحادثتين الاخيرتين التي أودت بالسفير الروسي والملهى الليلي في راس السنة 2017م يدرك حجم الهدوء في تعامل الدولة التركية فمن غير المؤكد أن يتم اغتيال السفير الروسي بهذه السذاجة الأمنية فيقف القاتل على جثة القتيل يلقي خطبة تعدت العشر دقائق  بأسم الامة التركية وكانه في أحتفال يظهر صحة توجه الشعب التركي تجاه مأساة حلب وسوريا أيضا كأن الأمة التركية ليست متسببة في المحنة السورية ثم يأتي الأمن يصفي الجاني في غرفة مقلقة .

بعد أيام معدودة وفي قمة الأحتفال بالسنة الجديدة لدولة يئمها الآلاف وتتصف بالانفتاح الديني والثقافي والتنوع السياحي يستطيع بابا نويل أن يقتحم ملهى ليلي يعج بالمئات ومن مختلف الجنسيات ليمارس القتل بكل هدوء ويلوذ بالفرار وإلى الآن لم تتمكن أجهزة الأمن من القاء القبض عليه .

هنا يطرح كثير من التساؤلات والتخمينات  إلى أين تريد هذه الجماعات الإرهابية بتركيا؟ والمعروف أن تركيا تجرفها التيارات الإرهابية والعقائدية إلى حيث تريد.

كذلك ماهي النوايا التي تخبئها تركيا؟ وما الذي تريده من هذه الجماعات ؟وإلى أين تريد أن تذهب وأياها؟

 

كاتب يمني جنوبي

 

في المثقف اليوم