أقلام حرة

ياسين الرزوق: الغارات الإسرائيلية على سورية بعيونٍ ترى وعيونٍ لا تبصر

yasin alrazukإسرائيل تقرأ أفكار عُشَّاقها وتبثُّ الأفكار في عقول عبيدها لتجد لمبكاها عيوناً في عالمنا العربيِّ ولتجدَ لمحرقتها هشيماً من الأغبياء والخونة والعبيد المؤمنين بها في منطقتنا العربيَّة

نعم مازال جبل قاسيون يقف حيثُ لا تتلاشى الأوطان وما زالت سورية لا تُمرِّرُ مشاريع وصفقات التنازل والبيع والشراء في مزادات المستعربين المتربصين المزايدين على دولة الرئيس الأسد بأسطوانة الردِّ والاحتفاظ بحقِّ الرد والمُتهمين إياها بأنَّها تُصفِّي شعبها الأعزل عرقياً وتترك أعراق الصهاينة تنتشر كالسرطان في تاريخ وذاكرة الشرق الأوسط

و ليت أسطوانتهم ذات مصداقية فهم في سوق النخاسة والرقيق سلَّموا إسرائيل سلفاً مفاتيح دمشق إذا ما فتحت لهم طاقة السلطة والحكم وأبعدت الأسد وأنصاره عن خارطة سورية التي لن تُدمَّر مهما بثُّوا سموم الشعوبيَّة وضخُّوا دماء الخونة وغسلوا أدمغة الجهلة من المتأسلمين الذين أفتوا بالجهاد في دمشق وبقيَّة المدن السورية وراهنوا على رأس الأسد ولكنَّ سماسرتهم ومشايخهم وعلماءهم ومُنظِّريهم لم يتحدثوا عن قارب فلسطين الذي يترنَّح في بحارٍ عاصفة من قرارات الحُكَّام العجم والملوك الصهاينة الذين يزعزعون أمن الدول المناهضة لمشاريع أميركا وإسرائيل في المنطقة بينما يُطبِّعون ويتصالحون معها علانيةً لا سرَّاً بدءاً من سفينة مرمرة التي أبحر بها أردوغان في مؤتمر دافوس الاستعراضي كي يجرَّ وراءه عواطف العرب التي غيَّبتهم عن قراءة ما وراء كلِّ خطوة وانتهاءً بصفقات الغاز والطاقة ما بين إسرائيل والدول العربية الشقيقة المجاورة !!.

لم أعِ وأنا داخل أحد أفرع الأمن في سورية أنَّ الحزم مع ردود الفعل العربية الشعبية  يقتضي قبضةً حديديَّة حتَّى مرَّ ذلك الرجل الذي يصرخُ وهو يُضربُ في عمق ذكورته ويُسألُ لماذا فعلت كذا وكذا وخالفت القانون فيجيبُ هكذا لقَّنوني هكذا حقنوا خلاياي المدمنة على مُخدِّرات الديمقراطية المزعومة القاتلة دون أن أعرف نوعها أو معناها المهم أن تريحني كي لا أجنّ هكذا شرَّبوا رجولتي فظننتُ أنَّني رجل عندما مزَّقتُ صورة الأسد فإذا به يبكي بغزارة وهو يتذكَّرُ من باعوه وهربوا كالجرذان من ميادين وساحات سورية بعد أن أغرقوها بالجهلةِ وورَّطوهم بنيران تدميرها ومحاولات تضييعها وإسقاطها فمن كانوا يهتفون "يلعن روحك يا حافظ " و"يلا ارحل يا بشَّار " يُصفِّقون لكلِّ عدوانٍ على دمشق ويزايدون على الدكتور بشَّار حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربيَّة السورية !.

هنا نتساءل أين أصابع علي فرزات لتدُّكَ حصون الصهاينة بكلِّ كاريكاتورٍ يهزُّ رموزها وقادتها أم أنَّ أصابعه لم تَطَلْ سوى تشويه قادة سورية إنَّها أصابع المزايدة والإشارة بالبنان إلى من ظنُّوا أنَّهم سيسلمونَّهم مفاتيح قصر الشعب فإذا بهم يصنعون منهم صواريخَ تدمِّرُ الفكر والبنيان الوطنيّ الداخليّ, أين حنجرة القاشوش التي كانت تلعنُ وتلعن وتطالب برحيل الديكتاتور والمحور المقاوم وباتت تهلِّلُ لأسقط وأبشع أنواع الفاشيات والسادية في العالم بأسره ؟!!, للأسف إنَّه عالمٌ مأفونٌ بالعهر وقلب الحقائق فهكذا يفعل الحقد يعمي العيون ويقتل في القلوب بذرة المحبة والعفو والتسامح التي تبني الأوطان فطوبى للصابرين .....

العدوان الصهيونيّ على مطار المزَّة  فجرَ الثالث عشر من يناير مقتبل العام 2017 وقبيل استلام ترامب زمام الإدارة الأميركيَّة أتى ليرسل إليه رسائل أنَّ التقارب الروسيّ الأميركيَّ القادم لن يكون على حساب غضِّ البصر عن إيران وحزب الله وليُربكَ بوتين كلَّما وضع خارطة حلولٍ عمليَّةٍ للأزمة السوريَّة على طاولة التداول ولأنَّ أردوغان حليف إسرائيل المُقرَّب يريد أن يوحي أنَّ الأستانة لن تنجي دمشق إذا لم تذعن لدرع أنقرة الذي لن يقف في وجه سيف التحرير المقاوم فليدرك العثمانيون الجدد أن لا تنازل عن لواء اسكندرون جديد في خارطة التكوين العالميِّ الجديد وليقتدي الشيوعيون المتأسلمون من المعارضة في استانبول بالرِّدة الصفويَّة المُبشِّرة لا بالرجعة الأعرابيَّة المُدمِّرة فهل من سامعٍ صدى قاسيون ؟!!

ألا فلتسمعوا يا أعراب نداء الشاعر السوريّ (ياسين الرزوق _ زيوس):

عصبة الحكَّام موتوا ..... يستوي فيكم فناءُ

ثم قوموا من رقادٍ ..... كلَّما صاح الشقاءُ

تحت نعلي يا ملوكاً ..... أنتم القتلى سواءُ !!

تحت نعلي يا عبيداً ....  قد بدا الآن البلاءُ

 

بقلم الكاتب المهندس السوري ياسين الرزوق

في المثقف اليوم