أقلام حرة

أنثى العروبة التي خرجت من صحف ابراهيم وموسى كي تعيد أسطورة الخلق!!

لمْ يغِبْ عن جرير العربيِّ أنَّ الفرزدق العربيَّ يتقن المزاعم ويعربد في حانات الإشاعات والتُرَّهات وحين تتحرَّكُ جحافل جرير كي تغزو العروبة بالعروبة فلأنَّه مدركٌ أنَّ شقاق العروبة قد بات مُعلناً فلا معنى لها في عقول من أدخلوها إلى جحور الخوف والظلام ولم يجدْ بدَّاً من رفع سيفه كي يضربَ أعناقها عنقاً عنقاً علَّه يجد في رائحة الدم بعضاً من حُماتها كي يبحث عنهم ولو نبش قبور الماضي والحاضر في سبيل أن يمسك المستقبل كي لا يُضربَ عنقه من جديد في حانة الذكريات ومرقص الأحقاد التي تكمل دورة القرون بذات الوجه وذات الملامح لتدورَ وتدورَ ولا تنطفئ لا بالنبوَّة ولا بمعجزات الرسل ولا بملائكة الأرض والسماء وليته أمسك إلا السراب  !! ...........

ورقة التوت كشفت أنَّ مفاهيم العورة في المنطقة العربية تلخِّصها الانكشافات المفضوحة لظهر المحور العربيِّ النابض الحيِّ فمن يكشف ظهرك هو من أنزل لوثة الإفرنج مذ قام الله من رقدته الأولى وبدأ ينزل رسلاً وأنبياء موحدين كي يوحِّدوا خارطة المنطقة التي باتت ملعونة بالرسالات السماوية فلعنة شعب الله المختار في التوراة وسفر التكوين والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون لم تشفع لتعويذة فلسطين بقدسها وأقصاها بل حرفت مسرى الأنبياء والعالم عنها بعد أن كانت أولى القبلتين وثالث الحرمين لتغدو قبلة المساومة والمزايدة والشتات العربيِّ والحرم الذي بات يشكو آهة التراث والأمجاد وهو يكاد يسقط بعد كلِّ نفقٍ يحفر تحته وكلِّ مصيدةٍ تنصب له وكلِّ خلافٍ ينجب صفقاتٍ لا تنتهي على جدرانه وحيطان مبكاه وينتظر سماع سقوطه المدوِّي لكنْ ليس في آذان الحكَّام العرب والشعوب المُترفة الجائعة الجاهلة الصمَّاء  !!........

العلمانيُّ يغرق في خمرته الدنيوية وتلتفُّ من حوله أصناف النساء والحسناوات ويكفر ويعربد وينشر الفسق والمجون بِنَظَر من يمسكون الدين من أذناب المحرَّمات وهم أنفسهم في إسلامهم القاصر يعمهون ويبحثون في الآخرة عن ما حاربوه في الدنيا من خمرٍ وملذّات وها هي الآيات القرآنية : " وأنهار من خمرٍ لذَّةٌ للشاربين " "و حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون "  " ويطوف عليهم ولدانٌ مخلَّدون " فكيف يحاربون من يبحث عن لذَّته في الدنيا وهم يقاتلون ويذبحون وينحرون ويفجِّرون أنفسهم ويعيثون في الأرض قتلاً وتدميرا من أجل ملذَّاتهم في الآخرة إنَّه الفصام الدينيُّ العربيُّ ما زال في أوجه وما زلنا في مخاضٍ صعبٍ كي نخلص إلى التلاقي على الإنسان لا التفرُّق بالكفر والأديان

فلننزلْ في الحياة الدنيا نبيَّةً ورسولةً علَّها تلمُّ الشمل العربيَّ ولتكن المرأة المتحرِّرة المنعتقة فكراً وروحاً وجسداً خليفة الله في المنطقة العربية والإسلامية علَّها توقف الحروب العبثية فما بين نهدٍ ونهد تعيد أميالاً وأميالاً من الأراضي المغتصبة بدل أن يجرفها الدم ولندع النهد ينتصر على السيف لا الدم ولتكن بلقيس وهيرا وزنوبيا حدائق الملك وبساتينه لا أرضه المحروقة المغتصبة ولنفهمْ من محمَّد خاتم الأنبياء والمرسلين (أبي القاسم)  الذي قيل أنَّه قال عن امرؤ القيس  أنَّه في النار لأنَّه أوغل في أجساد النساء شعراً تغلغل في مسامات الجمال فلم يترك لوحة الجسد إلا بعد أنْ لوَّنها بأرقى القصائد والكلمات أنَّه هو الذي قال "رفقاً بالقوارير " و" أوصيكم بالنساء خيرا " أيضاً !! ولنخرج المرأة والدين من دوائر الوصاية الكهنوتية والتناقضات ومن أقاويل لُصِقت كي تكبت المرأة كأمثال " المرأة ضلع قاصر  " "النساء ناقصات عقلٍ ودين " إلى فضاء العتق والقرار وآن للمرأة أن تكسر قارورتها الرقيقة  وتخرج على هيئة كيدها الأعظم أوليس الله حينما أغوين يوسف قال عنهنَّ "إنَّه من كيدكنَّ إنَّ كيدكنَّ عظيم " فيا رجال العالم دعوا النساء تقودكم حتَّى تصلوا إلى نشوة الكيد العظيم !!.....

آن للمرأة العربية أن تمسك صولجان التغيير ولتفصح عن مكنوناتها دون خوف فأورشليم  القدس لا بدَّ أن تعيدها أمُّ موسى لكنْ بأنثى خرجت من صحف ابراهيم وموسى وصحاح البخاري ومسلم  لتكتب عتقها على مدار جسدها العاري وروحها المرفرفة في سماء القرار وبرزخ الغواية الخالقة ولتجلس على دواوين الفرزدق وجرير كي تبحث في يمِّ الشعر عن عروبةٍ تلملمها الأنثى بعد أن مزَّقها المجتمع الذكوريِّ وطفلها ما زال يردِّد في صندوقه الرجل الذي لا تنطقه أنثى سيبقى حبيس الصمت في الماضي والحاضر والمستقبل فهل من مستقبلٍ يتراءى على جبين أورشليم ؟!!!

 

بقلم الكاتب المهندس: ياسين الرزوق - سورية / حماة

في المثقف اليوم