أقلام حرة

أسدٌ على الوطن أم على أعداء الوطن؟.. سؤالٌ لمْ ينطفئ في صراع الأفكار والمصطلحات السوريّة !!

لا تبحثوا في جبين الدكتور بشَّار الأسد رئيس الجمهوريَّة العربيَّة السوريَّة عن أحقادكم فقد كتب دورة التاريخ حين كنتم واقفين على جبل أُحُد تجمعون غنائم الاعتقاد والظنِّ الآثم بأنَّكم ربحتم سورية التي حاول البعض تقديمها لكم على طبقٍ من ذهب لكنَّ أطباقكم كانت زائفة وانكشف صدؤها وبان الخسران المبين رغم أنَّ الرجل الأول في سورية لم يبحث عن عرشه بقدر ما بحث عن انتشالكم من مستنقعات الدم التي تُغرقون بها الشعب العربيَّ السوريَّ المُعذَّب والشعب اليمنيَّ المُعدم والشعب الليبيَّ المنكوب وكلَّ شعبٍ لم يُطأطئ الرأس ولم يقف على أبوابكم طالباً الخنوع والرحمة والغفران وتلصقون التهم على ألسنة السوريين الجهلة المغرورين بكم والذين ما زلنا ندعوهم إلى مصالحةٍ شاملة تُخيِّبُ فأل من ما زالوا يراهنون على رسم خارطة خسارتنا واندحارنا ولو بدماء أبنائنا وشبابنا الذين نتحمَّلُ جزءاً كبيراً من انسلاخهم عن جسدنا الواحد يوم تركناهم في شوارع البطالة يتسكَّعون فلم يجدوا ملاجئاً لهم أفضل من الجوامع التي تعشِّشُ الوهابيَّة داخلها وتبطشُ بها أيادي وأفكار الأخوان المسلمين حينها كانت الكنيسة تدقُّ أجراس الانكفاء والحياد بحجَّة أنَّ وجود المسيحية مهدَّدٌ بالزوال الذي لاحقه بقدر ما أخفى نفسه في معتقده القاصر  فنَبَذت سوريين خوفاً من تفخيخها ب "الله أكبر" الذي حوَّلوه إلى  شعار الخوف والهلع والموت والذبح وأبعدوه عن معاني الطمأنينة والسلام بدلَ أنْ تغطِّيهم كي لا يسرقهم عراء وصقيع  الحقد والضغينة والفكر الظلاميِّ الذي أجَّج ما أجَّج حين أفاقت العيون على خطاب الساسة المتحجر وعلى دهشة رجال الأمن الذين لم يتعودوا في المنطقة العربية إلا على ثقافة الماع الشعبوية فضربوا وصعقوا ليصحو الشباب من صقيع ليلهم وبردهم القارس على نار الانتقام المؤجَّجة داخلياً وخارجياً !!!!

كان الأسد يدرك حين قال أنَّ سورية ليست تونس ومصر وردَّت عليه كلينتون أن انتظرْ أنَّ خارطة التحالفات مع سورية مختلفة وأن عبقرية سورية الجغرافية من نوعٍ آخر وأنَّ فالقها الزلزاليَّ إذا ضربها زلزال الأحقاد والإرهاب سيُحرِّكُ العالم بأسره وحين وقفت العرَّافة تنظر إلى صورة الأسد عرفت أنَّه لن يسقط ليس لأنَّ أميركا وإسرائيل تريدانه في السلطة كما يدعي المغرضون والجهلة

بلْ لأنَّ سورية أمَّ المسيحية المشرقية ونواة بلاد الشام الكبرى  شدَّت خيوط الأزمنة والعصور وعلَّقت تعويذة الرسالات السماوية بكلِّ صحفها وبكلِّ شعبويّتها وشعوبيَّتها وأخفت لعنتها  وقرأت بعيون العرَّافين والعرَّافات والمحلِّلين والمستشرقين كتاب حافظ الأسد الذي قال يوما ستقف إلى جانبنا إيران حين يتخلَّى عنَّا العرب جميعاً ولأنَّ نظام الأسد العربيَّ الشموليَّ الذي يبحث عن أشكال جديدة ومناسبة للتعدُّدية التي تحفظ هوية ووجهة سورية فلا تغرقها قبل أن يسمح بإسقاط سورية في فخِّ تداول السلطة قد عالج بؤراً للإرهاب بعد أن عايشه وما زال يعايشه فاستدرج الشيعيَّة والشيوعية والعقائديَّة والإلحاد والقوميَّة والرجعيَّة وإن سقط رجلٌ كالأسد ستفلت الدمى المعارضة التي لا تملك كياناً وحتَّى لا تحاول البحث عن كيان كي تسقط المبنيَّ وتزيد ركاماً فوق الركام وتراكماتٍ فوق التراكمات وبدل أن تبقى سورية بوصلة القوى الكبرى عالمياً وعلى رأسها روسيا والصين  ومركز ولادة النظام العالمي الجديد غير الأحاديّ ستتحوَّلُ إلى  مطيَّةٍ ينعتنا بها البعض غير المدرك خفايا السياسة للقوى الدينية المتأسلمة  الوهابية وللقوى الموسوية الصهيونية وحتَّى للقوى الشيعية والشيوعية ولكلِّ التيارات المتطرفة في العالم وستكون ساعتها  مركزاً لتصديرها لا قبراً لدفنها بعد إفنائها  

وما الفوضى التي صدَّروها إلى سورية إلَّا ليحاولوا نزع قلب الأسد الوطنيّ كي ينادي كبده كبد إسرائيل فيطمر فلسطين بيديه وكي يجعل سورية ممرَّاً تجاريا ونفطيا لمشيخات الخليج وللعثمانيين القديمين الجدد ولأبناء العمِّ سام الذي حرَّك كاراكوزات المعارضة التي تعتبر إسرائيل مخلِّصاً وتعتبر أسدنا شيطاناً أكبر فما كان منه إلا أن قال لجيرانه في العراق الإقليم المجاور الذي سيدخل خارطة بلاد الشام الكبرى سياسياً واقتصادياً انتظروا فالأسد ينتصر لوطنه ولأوطان جيرانه كي تبقى خارطة الإنسان وتفنى خرائط داعش وأميركا وكلَّ من رسم بدمائنا أوهامه فهل تبيَّن لكم الخيط الأبيض من الأسود يا حاملي راية الله ومدَّعي الحفاظ على السنَّة والقرآن والدين عند الله النصيحة ألا فلتعودوا إلى رشدكم  ؟!!.........

 

بقلم:   ياسين الرزوق - سورية / حماة

 

 

في المثقف اليوم