أقلام حرة

انا اثير ضجة اذن انا موجود

هكذا تسير الامور احيانا، لنا جارة في الحي خبيثة جدا، ولها اولاد ملاعين يملأون الزقاق ضجة وزعيقا، وعندما يشكو الناس ضجيجهم، تتجاهل الام تلك الشكاوى دائما، وكأن في اذنها وقرآ، كأنها تستمتع بأيذاء الغير، في قلبها مرض فزادها الله مرضا.

اﻻ ان السحر انقلب على الساحر، عندما تمادى الصغار في غيهم، وصاروا يزعجون حتى امهم، عندها احمرت عيناها غضبآ، واعلنت عليهم اللعنة، بل والحصار واﻷقامة الجبرية في البيت، سبحان الله، كانها تسمع ضوضاء ابنائها لاول مرة.

المشهد نفسه تكرر  بشاشة اكبر، انها شاشة العالم وما يدور فيه من احداث هذه الايام، فالجارة السعودية لم تتنبه ان لها ابنة مشاكسة الا هذه الايام ،اسمها "قطر"،  تثير ضجة في المنطقة بصوتها النشاز "الجزيرة"  تلك القناة التي تفننت بتسويق جراحنا والرقص عليها، وفبركة ما يحلو لها من أحداث تتوافق مع تطلعاتهاالخبيثة..

اذ تتفاخر بإنفرادها بنشر تصريحات زعماء الارهاب والتطرف، بدءآ بسئ الذكر أبن لادن مرورآ بالزرقاوي، وانتهاءا بالبغدادي، إذاشتهرت تلك القناة باثارة الفتن والطائفية، والمتاجرة بدماء الابرياء وقلب الحقائق وتزييف الوقائع، وأقامة حلبات للمصارعة الحرة وعلى الهواء مباشرة، في اغلب برامجها السياسية، وحصدت على ذلك اعلى الجوائز  بوصفها صوت الارهاب وواجهته الاعلامية.

مثل هذا الصوت الإعلامي، يعبر بلا شك عن رأي القائمين عليه وسياستهم التي تعاني من عقدة النقص المتأصلة والمتجذرة في أعماقهم، اذ تميزت قطر دوما بمساندتها للطرف الاكثر جذبآ للانظار، وهذا واضح في مواقفها من احداث ومنظمات اجمع العالم على كونها منظمات ارهابية.

والمتابع لقطر يعرف عن ماذا نتحدث، فهي اشبه بممثل الكمبارس، الذي يوقت دخوله على السجادة الحمراء مع دخول النجم الصاعد، لعله ينال قسطا من الاضواء، فجيران قطر لا يحلو لهم الا مناداتها ب "الدولة التي لا مكان لها بالخارطة" بل والبعض يجزم ان قطر هي البلد الوحيد، الذي يستطيع سكانه التقاط صورة جماعية!

ترى هل يمكن لدولة بحجم قطر المجهري، ان تكون سببآ في اثارة زوبعة من الاحداث وتبعات اقتصادية تهدد امن المنطقة الخليجية والعالم؟ ام ان  خلف الكواليس تختلف صور الحقائق!

كما هو معروف انه لايوجد في السياسة اعداء دائمون ولا اصدقاء الى الابد، بل هناك "مصالح مشتركة" هي من تحفر الخنادق، ليصطف هذا مع ذاك او العكس، خصوصآ وان ايران ظهرت على مسرح اﻷحداث، كلاعب اساسي وليس احتياط، وما زاد من زخم الاحداث وتطورها، احتماء قطر بها بعد ان نبذتها "  امها الاعرابية".

لكن بعد ان شهدت طهران حوادث تفجير، تعد سابقة في اختراق النظام الامني في الجمهورية الاسلامية، تلوح في الأفق تساؤلات،  ترى ما نهاية شريط الاحداث هذه؟، هل الاحداث ستتصاعد ام ان الامور ستسوى سياسيآ ولن تنجر المنطقة لحروب قادمة؟

ولعل قطر  ستكون اكثر هدوءا في المرة القادمة!

 

رسل جمال

 

 

في المثقف اليوم