أقلام حرة

تويتر الناطق الرسمي للجميع

ابتعدت كثيرا السياسة عن اصولها والمقصود هو ابتعاد رجال السياسة، اصبحت بلا ضوابط ولا معايير مهنية سواء كانت خبيثة او سليمة، ومما زاد في ذلك مواقع التواصل الالكتروني والتي اصبحت ملجا الجميع الحاكم والمواطن .

اذا كان السياسي وبكل قباحة ووقاحة يتملص من تصريح ادلى به سواء بالتحريف او الانكار فان التملص الالكتروني اصبح ميسورا وبسبب هذه الالكترونيات اصبحت الساحة السياسية ملجا لقذف الصواريخ بكل مدياتها .

والمعلوم ان لكل شخصية سياسية او جهة سياسية ناطق رسمي واحد لكن في عصر الالكترونيات اصبح السيد تويتر الناطق الرسمي للجميع واذا ما شطح السياسي ببعض هذياناته طعن بالسيد توتير متهمه بانه مخترق ومتواطئ مع الاعداء .

لكن شغف المسؤولين بالتغريدات بل الاصح بالنواعق لما يصدر منها من افعال شؤم تعود بالخراب على من يتابعها اصبح له الكعب المعلى في خلط الاخلاق بالوحل، ولو اطلعت عزيزي القارئ على موقع تويتر وتابعت نعيق من له تاثير على الساحة السياسية سترى العجب والخليط الذي لا يختلط ، وفي الوقت ذاته هنالك من يستخدم هذا الموقع استخداما حسنا الا انهم القلة وتاثيرهم لا يكاد يذكر بالثقافة العامة .

نعم انه مكب نفايات وفيها المفيد الذي تتم الاستفادة منه وفيها الجراثيم والحشرات السامة التي تتفشى بسببها اقبح الامراض .

سوق تويتر الان في اوج حركته وقوته بسبب قطر وتبعيات ما صدر منها مع التاكيد لما قلنا اعلاه بان قطر تتهم موقعها بانه مخترق الا ان السعودية ومن يسير بركبها رتبوا الاثر على ضوء تلك التصريحات المنسوبة لامير قطر .

السؤال الذي يطرح نفسه هل حقا ان عداء السعودية والامارات ومصر جاء بسبب تصريح امير قطر ام لنية مبيتة سابقا؟ لاحظوا التوقيت في شن الهجوم جاء بعد موقع اعتدال الامريكي السعودي الاضحوكة الذي لم يحرك ساكنا لحد الان ضد التطرف لانه اصلا جاء لينمي التطرف ، وهل حقا ان السعودية تخشى من الارهاب ؟

اللاعب الامريكي ترامب استخدم التويتر اثناء حملته الانتخابية ولا زال بل اصبح له متابعون بالملايين استخدمه استخدام خبير تجاري، فوجدها فرصة لكي ينعق ليستفاد تجاريا من كثرة المتابعين له لينافس اللاعب رونالدو بهذا المجال التجاري .

واما وزير خارجية الامارات الذي اخترق بريده الالكتروني وظهرت وثائق تستحق الامارات عليها ادانة اضعاف ما صدرت بحق قطر ولكن لم يحن وقت الامارات الان لهذا ركزوا على سوء الاختراق بدلا من فضيحة المخترق .

وما يلفت الانتباه اكثر هو المستوى المضمحل لثقافات كثير من الخليجيين من خلال نواعقهم بكلمات بذيئة بل وبعيدة عن الواقع دفاعا عن حاكم بذيء بل اصدرت الامارات قانونا يعاقب من يتعاطف مع قطر عبر تويتر حقا ان تويتر اصبح سيد الموقف ومسرح الاحداث .

ومن مزايا تويتر انه يسمح للاسماء الوهمية ان تلعب على ساحته ليكون لها مجالا تاثيريا في الاحداث ودائما الاسم الوهمي هو الغطاء الذي يعبر من خلاله مستخدمه تعبيرا صادقا عن ما يكنه في صدره لان الوهمي يحميه من قانون الامارات وطغيان ال سعود

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم