أقلام حرة

السلام عليك سيدي ياعلم الهدى

jafar almuhajirالسلام عليك سيدي ياأبا الحسن ياعلم التقى وإمام الهدى وشقيق رسول رب العالمين، وخاتم النبيين ص.

السلام عليك سيدي يا نصير المستضعفين، وسيد الغر المحجلين، وإمام المتقين وسفينة النجاة للمؤمنين.

السلام عليك أيها الكوكب الذي تحدى جحافل الظلام وقوى القهر والغي والبغي وأمواج الحقد الأسود الدفين.

السلام عليك يا معين العلم والتقوى الذي لا ينضب.

السلام عليك ياإمام الطهرالأسمى، والنسب المعطر، والبصيرة المنورة التي استقيتها من سيدك ومعلمك رسول البشرية محمد ص

السلام عليك أيها المؤمن بكرامة الإنسان وحقه المقدس في الحياة الحرة الكريمة رغم كل عتاة المجرمين الذين حاربوك.

قليلون هم عظماء التأريخ وأنت النجم المتلألئ بينهم والعلم الشامخ المميز فيهم سيدي .

فما أعظم شموخك، وما أنقى سريرتك، وما أصفى طهرك، وما أرقى وأبهى تقواك وأعمق إيمانك وتضحياتك وجهادك من أجل تثبيت دين الله الأسمى بين العالمين سيدي يا أبا الحسن. !

سيدي يا أبا الحسن: لقد قرأت سيراً كثيرة فلم أجد أطهر من سيرتك، وأنبل من صفاتك، وأعظم من جهادك بعد حبيبك وسميك وقدوتك وسيدك رسول الله ص .

فماذا أتذكر في يوم استشهادك وانتقالك الى جنات النعيم سيدي وأنا البعيد عنك في جسمي الذي نهشته مدية الاغتراب نهشاً وروحي الموجعة بالمعاناة ترفرف حول مرقدك الطاهر وتتسربل بحبك وتذوب شوقا لزيارتك سيدي .

هل أتذكر بطولاتك وخوضك المعارك الفاصلة في الإسلام جنبا الى جنب مع حبيبك رسول الله ص ؟ وقتلك لعتاة قريش وطغاتها ومردتها الذين ناصبوا حبيبك ص العداء، ولم يتركوا سبيلا إلا وسلكوه لإطفاء شعلة الإسلام الأزلية الذاكية، وهي في أول أيام انبثاقها فكنت السند الكبير تتبع خطوات رسول الله ص، وأصبحت القمر المنير في سماء الإسلام وأنت مازلت غضا يافعا.

أم أتذكر يوم رفع رسول الله ص يدك في غدير خم حتى بان بياض أبطه وقال بأعلى صوته أمام آلاف المسلمين في ذلك اليوم الشديد الحر حين قال بأعلى صوته:

(من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) فنزلت تلك الآية الكريمة تيمنا بعيد الله الأكبر:

بسم الله الرحمن الرحيم:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.)المائدة/3 .

أم أتذكر يوم المباهلة العظيم الذي شهد به كتاب الله المبين حين أخذ الرسول الكريم ص بيدك ويد زوجك الطاهرة فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين إلى يوم الدين وولديك الإمامين الطاهرين الحسن والحسين ع وباهل بكم نصارى نجران وكنتم الفائزون في مباهلتكم بأمر من الله عز وجل .؟حيث قال الله في محكم كتابه العزيز:

بسم الله الرحمن الرحيم:

(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.) آل عمران- ﴿61﴾

أم أتذكر أقوال رسول الله ص فيك وهي أحاديث صحيحة كثيرة لاتحصى وأذكر إثنين منهما فقط حيث قال ص في الأول:

(ياعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي) وهذا النص لا يكاد يخلو منه مصدر من مصادر الحديث أو السيرة النبوية انطلاقاً من الآية الكريمة:

بسم الله الرحمن الرحيم:

( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *) سورة طه - الآيات 28-29-30-31.

فتلك هي منزلة هارون من موسى ع وهي بعينها منزلتك سيدي من خاتم الرسل محمد ص.)   

2

أم أتذكر يوم فتح مكة ووقوفك على كتفي رسول الله الطاهرين وتحطيمك لهبل ومناة واللات والعزى وغيرها من آلهة أبي لهب وأبي جهل وفجار تلك الجاهلية الجهلاء.؟

أم أتذكر عدالتك التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأصبحت نبراسا يحتذى لكل قوانين حقوق الإنسان على مر الزمن الى يوم الدين. ؟

إن هذه الصفات وغيرها الكثير تحتاج الى مجلدات ومجلدات لكي تأخذ حقها فما عساني أن أتذكر من صفاتك الجليلة الكريمة سيدي وأنت البحر الزاخر من القيم والفضائل التي غرسها في قلبك ووجدانك معلمك الأول وخير الخلق محمد بن عبد الله ص فتربيت عليها وكبرت وترعرعت وتمشت في دمك الطاهر، وثبتت في كيانك الجليل.

سيدي يا أبا الحسن:

إن قلبك النابض بحب الإنسانية أضحى نبراسا لكل الأقلام الحرة الشريفة التي تزاحمت في حومة الأمانة التأريخية والكلمة الحرة الصادقة بعيدا عن عقد التأريخ لتنهل من بحرك الزاخر بالعطاء وتقدمه زادا فكريا إيمانيا لكل البشر الباحثين عن الحق والحقيقة.

سيدي ياعلم الهدى:

أنت قلب الإنسانية النابض وأسد الله الغالب ومعجزة الصحراء العربية بعد نزيل غار حراء سيد البشرية محمد ص. وأنت نصير كل المستضعفين المضطهدين أينما كانوا وحلوا، وكنت تعيش مع الله والفقراء، وتشعر بشعورهم، ولم تغريك السلطة عن التعايش معهم . وما أعظمك حين قلت:

 (لعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له بالقرص)

وما أنبلك وأطهرك حين قلت:

(والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا، أو أُجرً في الأغلال مصفدا .أحبُ إليً من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيئ من الحطام، وكيف أظلم لنفس يُسرعُ إلى البلى قفولها، ويطولُ في الثرى حلولُها)

وهل ينسى مسلم منصف قولك المأثور لمالك الأشتر رض حينما وليته على مصر:

 (واشعر قلبك الرحمة بالرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا فتغتنم أكلهم فإنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

لقد قلت ذلك لأنك فهمت الإسلام وآستوعبت هداه، وتمشت شآبيبه النورانية في كيانك، ولأنك حبيب رسول الإنسانية ص الذي قال قولته المشهورة والتي يحاول دعاة العنصرية والنعرات الجاهلية المقيتة نكرانها في هذا الزمن:

 (لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى والإنسان أخو الإنسان أحب أم كره) انطلاقا من الآية الكريمة:

بسم الله الرحمن الرحيم:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيْرُ.) الحجرات 13.

فما أعظم دستورك ومحتواك أيها الإسلام العظيم الذي يحاول الأعداء تشويه وجهك النقي بإثارتهم الأحقاد والفتن بفتاواهم التكفيرية وأحاديثهم التي لا تخرج إلا نكداً وسوءاً وسماً زعافاً تعافه النفوس التي صقلها الإيمان وسارت على هدي محمد ص وآله الطيبين الطاهرين ع وصحبه المنتجبين رض. ولن تنخدع بها الا النفوس الضعيفة المهزوزة التي تعشعش فيها عناكب الجاهلية والنعرات القومية الضالة.

سيدي يا أبا الحسن:

ألست الذي كنت تلبس الخشن وتأكل جريش الشعير وتعيش في بيتك البسيط وأنت أمير المؤمنين، وبيدك بيت مال المسلمين؟ فماذا سيقول ملوك وأمراء الفساد من أصحاب المليارات في بنوك الغرب وساكني القصور الفارهة الخياليةونصف المجتمع الإسلامي يعيش في المقابر والبيوت الطينية التي لاتقي من حر ولا قر ويتضورالملايين من المشردين من الأطفال والنساء والشيوخ جوعا؟ ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا طائراتهم الحربية التي اشتروها من أسيادهم المستكبرين بأموال شعوبهم تُغير بقنابلها على أكثر الناس فقرا في العالم لتبيدهم وتدمر بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم في شهر رمضان دون خوف أو وجل من رب الكعبة المقدسة. أهذا هو إسلامهم الذي يروجون له ويروج له شياطينهم في فضائياتهم الضلالية؟ ومن شرع لهم هذه الحروب الدموية التي يشعلونها في البلاد الإسلامية التي تحرق البشر والشجر والحجر وتكلف عشرات المليارات من الدولارات وأرض المسلمين المقدسة تحت براثن الصهاينة يعيثون فيها فسادا.

لعمري إن حروبهم هذه هي أبعد ما تكون عن القيم التي نادى بها الإسلام.

إنهم يمزقون وحدة المسلمين ببغيهم وعدوانهم وأكلهم السحت وتسخير بيت مال المسلمين للمؤامرات وقتل المسلمين . وهم بجرائمهم هذه يشوهون كل المعاني الإنسانية التي أمر بها الإسلام.

عليك سلامي مادمت حيا سيدي ياأبا الحسن.

كتب النص بمناسبة إستشهاد الإمام علي ع

16/6/2017

 

 

في المثقف اليوم