أقلام حرة

ليكن خطابكم بعيدا عن السيد السيستاني

للمقارنات او المفاضلات اصولها فلابد ان يكون هنالك سبب للمفاضلة على ان يجتمع اطراف العلاقة بنقاط اتحاد والا اذا لم يكن هنالك سبب بل فرضيات يفترضها من يريد المفاضلة او المقارنة فان نتائجه تكون حماقات في حماقات، نعم في بعض الاحيان يفترض من يريد ان يفاضل بعض الفرضيات ليس لاجل المفاضلة بل لاجل هدف اعلى ومن نفس جنس المفاضلة فيه التفاتة مفيدة، والا المفاضلة بين السيارة والنهر او بين الحصان والادخار في المصرف فهذه مقارنات فاشلة .

هذا الاسلوب من المفاضلات يعتمده البعض من العلمانيين غايتهم تشتيت الفكر ومن بين الامثلة على ذلك ما ادلى به اياد جمال الدين الذي يرتدي الزي الديني ويتحدث بالفكر العلماني، وهذا شانه وان كانت الصورة اول خطوة للمتناقضات، ومن بين حديثه قال (لا يوجد فرق بين السكير والمرجع السيستاني ـ مع فائق اعتذاري لمرجعنا المفدى على نقل هذه العبارة)، طبعا هذه العبارة تستخدم عنوان للمقاطع الفديوية التي تبث من على اليوتوب، تابعت اللقاء قبل وبعد العبارة لم اجد ما له علاقة بالمقارنة بل العكس افرزت هذه العبارة الاضطرابات النفسية التي يعيشها القائل ولو سالته ما المقصود سيقول لك هذا انسان وذاك انسان، وهل هنالك من انكر ذلك حتى تدعي ذلك؟

كلا بل في نفسه حاجة من المرجع، ولانه لم يقارن السكير بالطبيب او المهندس فهذا يعني انه يحمل في صدره على السيد السيستاني، وان كنت تتحدث بالماديات أي الانسان كمادة انسانية هي واحدة عند الكل فهذا قاله الاسلام والاعلام قبل ان يتحدث به جنابك، ولانك تعلم علم اليقين المكانة المرموقة للسيد في الراي العام العالمي قبل الاسلامي فاستهدفته بمقارنتك البائسة مشهد اخر على المتناقضات، الشيخ ياسر الحبيب الذي اثار زوبعة من الاستهجان والاستنكار بين اعلام الشيعة خاصة والمسلمين عامة، هذا الرجل الذي منح الفرصة والسبب للارهابيين لقتل الشيعة فانهم دائما يعرضون شتائمه للصحابة وزوجات النبي من على فضائياتهم ـ هذا السب امر مؤسف وقادح، ياتي ياسر الحبيب في مقطع فديوي تتناقله مواقع اليوتوب الامريكية ومترجم باللغة الانكليزية وهو يمتدح نصائح المرجعية للمقاتلين حتى ان اسلوب كلامه انه لم يطلع عليها ولكن قيل له ويقول حقيقة فيها روح الاسلام وطلب من الحاضرين ان ياتي بها له وبالفعل قدمها على جهاز اللابتوب احد الاخوة وبدا يمدح السيد السيستاني قائلا ان اكبر مرجع بالعالم لاحظوا خطاب السلم والمحبة والذي يحذر فيه من القتل على عكس العرعور الذي خطابه تكفير وقتل، لاحظوا هذه العشرين وصية التي تمثل منهج الاسلام الرائع وبدا يكيل بالمدح بالسيد السيستاني وبخطابه .

اقول لجنابكم اذا كنت ترى مكانة السيد السيستاني هكذا فهل اطلعت على عدم تجويزه سب الصحابة ونساء النبي؟ هل اطلعت على بياناته التي يرفض الطائفية والمساس برموز الاخرين؟ فلماذا تنتقون ما ترغبون؟

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم