أقلام حرة

الصرخي مرجع يرتقي نحو العالمية ام ينحدر نحو القعر

لا شك إن الصرخي الحسني دخل الأوساط المرجعية من أوسع أبوابها في بداية تسعينات القرن العشرين فدخل هذه اللجة هاضما اغلب موادها الاسلاميه من ايام  دراسته الجامعية في كلية الهندسة فذهب إلى تحصيل علومها بشغف وحب وهذا مما أعطاه تقدما كبيرا يضاف إلى ذكاءه الكبير إذ كان شخصا مجدا في تعليمه الجامعي بدرجة الامتياز وبدرجة اعلى في ما يحب من العلم الديني بشكل اكيد

وفي أواخر الألفية من القرن الماضي أعلن نفسه متمكنا من العلوم الدينية وبشهادة ابرز أساتذته الشهيد محمد صادق الصدر واقر بعلمه وفضله حتى عليه إي على أستاذه.و انطلقت خطى مرجعيته ومواقفها التي كانت مخالفة لمناهج الراديكالية المؤسساتية الحوزويه وهذا مما أشاط غضبها وأغارصدرها عليه حيث تعرض إلى حكم الإعدام ومحاولتين للقتل والتصفية المباشرة.

(تعرض بيت الصرخي ومدرسته الدينية في كربلاء إلى هجوم من قبل القوات الأمريكية في عام 2011 وأدت الاشتباكات إلى مقتل قائد الكتيبة الأمريكي العقيد كيم اورلاندو وهو ارفع ضابط أمريكي يقتل خلال فترة احتلال العراق كلها من قبل القوات الأمريكية وتعرض بيت وبراني السيد الصرخي الحسني إلى الاعتداء من قبل المليشيات الإيرانية في عام 2014 بعد عدم أمضاءة فتوى التحشيد حيث وصفها بان ظاهرها للعراق وباطنها لحماية إيران ومصالحها).

بل حتى التيار الصدري الذي يترنح منذ استشهاد المرجع والأب الروحي له السيد محمد صادق الصدر الذي هو أستاذ الصرخي الحسني، يترنح بين مرجعيات عدة منها الحائري واليعقوبي والحيدري والطائي وغيرها ممن ورثوا هذه المرجعية وتقاسموا تركتها التي حصل على الغنيمة الكبرى منها ابن السيد محمد صادق الصدر وتفرد بقرار أشبة بالبدعة الشيعية الحديثة التي تقول بالقيادة في الأرض والتقليد الخارجي كما حدث من تقليد الحائري القاطن في إيران والرجوع بالقيادة إلى مقتدى الصدر في العراق ..و لكي لا نخرج على موضوعنا إن مرجعية الصرخي الحسني ساعدت جيش المهدي في كثير من حروب المقاومة داخل العراق وفكت الحصار العسكري الأمريكي عن متعسكري جيش المهدي المحاصرين بمنطقة المخيم في كربلاء إضافة إلى إن الصرخي الحسني خرج من رحم مرجعية الشهيدين الصدرين وكان مقربا جدا من الصدر الشهيد الأخير حتى إن زمام الإفتاء في عرين المرجعية وهي ما تسمى بالبرانى كان يقوم بأعبائها الصرخي الحسني واخذ الضوء الأخضر بالإفتاء بحسب رأيه الشرعي كاعتراف مؤكد بانتقال الصرخي الحسني إلى مصاف المجتهدين الناطقين بالإحكام الشرعية بل ويفهم هنا إن الرأي المخالف لما يراه الأستاذ يعتبر إمضاء على سداده وعلميته عليه مراعيا عمق المكان وهو عرين المرجعية وفي زمن كان الجهاز الأمني ألصدامي على أوجه وفي اقوي حالاته وهذا مما يشير إلى الثقة العلمية الواضحة ومع كل ذلك بقى الصرخي الحسني ومن معه يتلقون الرصاص دون حمية عربية ولا إسلامية لا من القريب العقائدي ولا من البعيد الإسلامي أو الإنساني ..

في أعظم مفارقة تجمع بين نقائض عدة منها غياب النصرة من  الشيعة الذين هو من كنفهم ومذهبهم ودينهم وفي وسط كربلاء العاصمة الروحية الثانية للشيعة بعد النجف أو ما توازيها ..

ومنها ينطلق ألشيعه نحو التعزية بالحسين ابن علي عليهم السلام ويستذكرون قوله ويلكم يا شيعة آل سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم [هذه]. وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون). إذ أرى إن الله اختبرهم بحسين في عصرهم ولم تتحرك لا عروبتهم ولا إنسانيتهم حسب رأيي؟

وهذه النقائض اجتمعت على الفتك بهذا الرجل واستئصال مرجعيته وأبعادة كليا عن الواقع الحوزوي العراقي وقص جناحية وتفريق انصارة لأنه كان مصدرا لفتاوى اعتبروها خارج السرب وخارج خدمة الإرادتين القويتين أمريكا وإيران

وهذا بديهي وواضح إذ لو كان الصرخي الحسني مواليا لكلا القوتين لما حدث معه إي من ما يذكر ولما تلقى الرصاصات بالكفن نفسه الذي عاهد أستاذة الصدر الثاني على ارتداءه مثل ما كان يفعل الأخير ذلك في كل وقت ...

فهذا الرجل الذي خرج وحيدا يلملم جراحات أستاذة الشهيد الصدر الثاني ويكمل ما بدأه أستاذة بإقامة صلاة ألجمعه في دارة بعد إن منعت الصلاة في زمن صدام بمسجد الكوفة أو إي مسجد أخر ...

هذا الرجل الذي انطلق وحيدا مع ما يحمله من أدلة ومؤيدات يعرضها على من يطرق بابه حتى تجمع له حواريون وأسباط في عام 1999 و2000 واستمر حتى حكم علية بالإعدام بتهمة التحريض على الدولة وخرج ضعيفا نحيلا من الزنزانة بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان ..

هذا الرجل الذي أطلق فتوى الجهاد ضد الاحتلال ولم يصوت على الدستور ورفضه وقاطع الانتخابات ضمن القوائم المغلقة ورفض الانتخاب على أساس طائفي.

هذا الرجل الذي لم يغرد مع السرب الذين جيشوا الشارع وأفتوا بفتوى الحشد بل وضع حلولا ونادي بتطبيقها منها إن يجند أبناء المناطق النازحين لتحرير مدنهم والانكماش على التحشيد الطائفي موضحا إن العقيدة التيمية الوهابية التي يتبناها تنظيم ألدوله تستمد جذوتها وقوتها على جذب المقاتلين من كل دول العالم من خلال اللعب على الوتر الطائفي ..

هذا الرجل الذي انطلق فردا يحمل كتبه ويطرق أبواب المتصدين لكي يناظرهم وتحول إلى المناظر البارع الذي يمزق كتبهم ومكامن علمهم فيجردهم من لباس العلم ويعلن نفسه اعلم من الجميع من شاء فليناظر ومن شاء فليتلقى من ربه كلمات فحق الإذعان عليه للقول الفصل والفكر المتين ..

هذا الرجل الذي يشبه الرسل في أيامهم الأوائل وتجري عليه سنتهم في قومهم حقا وصدقا يمضي وحيدا ثم مع أسباطه ثم يقارع حتى يحكم الله..

هذا الرجل الذي كان رجل في مرجعيه ومرجعية في رجل . أصبح ألان امة عابدا لله يرتقي البراق ويتبوأ الأعالي ويسكن الثريا فانطلق نحو العالمية فأوقع بالفكر التيمي الوهابي العالمي المسيطر على عقول أبناء ألسنه ممن غرر بهم أو ممن جهل بهم فاذهب ففتن الحجر واخرج الذهب وهذا مما أغاض منه التيميه كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ..

اليوم يبسط علمه محللا مواجها للتطرف يقص جذورة ويريح المسلمين منه يرتقي سلم المواجهة والقيادة من الوسط الإسلامي الشيعي الضيق الى الباحه العالمية الفارهه فيسمعه كل مسلم في أصقاع الأرض كلها فهذا الرجل الذي تجسدت المرجعية فيه في يوم من الأيام حتما ستتجسد به العالمية الإسلامية وذلك من المحتوم إذ انه تصدر حقا لقيادة العالم الإسلامي بجدارة ..

وعلم وحنكه بخطوات طار بها إلى الثريا سريعا جدا وسيبكي على محرابه أعداء الأمس قريبا  فما كان لله ينمو ..

 

في المثقف اليوم