أقلام حرة

الديمقراطية قبل سَورنة مصر

adil ridha2هناك من يقول أن الاستكبار العالمي يفترض العمل علي صناعة فوضي خلاقة في ظل أعادة تموضع أمريكي، وهنا ينطلق المحللين متسائلين هل هو تكرار لسيناريو الجزائر؟

هل ستتم صناعة حرب أهلية في مصر؟

وأيضا هناك من يتساءل حول إذا ما كان دعم الأمريكان الابتدائي لحزب جماعة الإخوان المسلمين كان خدعة خبيثة لخلق فوضي خلاقة ضمن سيناريو اصطدام وتصادم مع الجيش المصري وتدمير مصر بحرب أهلية؟

واللافت هو أنه صراع مصري \مصري بوساطة أمريكية! أن علي المراقبين أن يلاحظوا زيارة ماكين المتصهين إلي القاهرة والزيارات المكوكية للأمريكان ومنها الغير معلن بالتأكيد وأن يلاحظوا تغيير السفير الأمريكي في القاهرة وهل له دور ل"سَورنة" قادمة لمصر؟

بحالة تريد عكس الحالة السورية بمصر أي "سورنة" المحروسة وعلي المراقبين إن يلاحظوا ما يحدث في سيناء من حيث فقدان السيطرة وانتقال المسلحين.

أن "سَورنة" لمصر حقيقة مرعبة قد"وأقول قد" تأتي وتتفجر في ظل غياب دستور شعبي توافقي يحل التناقض المجتمعي في مصر وهذا الغياب سيخلق أزمة مستمرة واستمرار التناقض سيؤدى إلي حرب أهلية وهذا المشكل جزء من المسئولية تقع علي حزب جماعة الإخوان المسلمين حيث فشلوا في صناعة دستور توافقي وحاولوا فرض دستور لحزب وليس دستور لمجتمع.

أن النظام في مصر لم يسقط بثورة 25 يناير ولا بثورة ال30 بل تم الانقلاب العسكري علي اليافطات الرئاسية المقبولة أمريكيا وعلي الناس أن لا تنسي أن الجيش المصري ليس هو"الفرعون الطيب" بل هو جزء أساسي ومحوري من نظام حسني مبارك أي نظام الصانع لكامب ديفيد والذي حمي وساند كل نظام كامب ديفيد علي مدي أكثر من ربع قرن، وهو نفس الجيش الذي أشترك في فساد وامتيازات نظام حسني مبارك، فالجيش هنا هو جزء من "فلول نظام" وليس جزء من

" ثورة شعب".

أن هناك بالتأكيد اختراق أمريكي كامل للجيش المصري منذ انفتاح مصر أستخباراتيا بعد اتفاقيات كامب ديفيد ويمكن ملاحظة كيف إن الأجهزة الأمنية المصرية مخترقة من الخارج بما حدث مع الشهيد سليمان خاطر واغتياله في ما كان يفترض أنه أقوي موقع أمني مصري ونحن نتكلم عن اختراق كامل بالثمانينات فكيف هو مدي الاختراق بعد ربع قرن من الحادثة؟

الواضح أنه سيكون أكبر وأعمق وأقوي.

 

د. عادل رضا

 

في المثقف اليوم