أقلام حرة

خبرٌ عاجلٌ: الشَّعبُ الأردنيُّ يعاني من ارتفاعِ الضَّغطِ

عاطف الدرابسةما أسوأَ الحكوماتِ التي تخدعُ شعبَها، وتمارسُ معه طقوسَ اللَّفِ والدورانِ والمراوغةِ ؛ فقانونُ ضريبةِ الدخلِ الجديدِ الذي يستهدفُ دخلَ المواطنِ وجيبَهُ استهدافاً مباشراً ما هو إلَّا عمليَّةِ هجومٍ عكسيٍّ من الحكومةِ على الشَّعبِ ؛ خشيةً من الشَّعبِ أن يُطالبَ بارتفاعِ معدَّلِ الأجورِ والرَّواتبِ، كما أنَّه مدخلٌ جديدٌ لشرعنةِ ارتفاعِ المحروقاتِ المتواصلِ، وارتفاعِ الدَّواءِ المتواصلِ، وارتفاعِ الهواءِ المتواصلِ، كما أنَّه دليلٌ حقيقيٌّ على عجزِ الحكومةِ وضعفِها في إدارةِ البلادِ، وابتكارِ الحلولِ للخروجِ من المأزقِ الاقتصاديِّ الذي وضعتْ نفسَها فيهِ، ووضعتْ الشَّعبَ فيهِ .

ويبدو لي أنَّ الحكومةَ لا تمتلكُ إلا حلَّاً واحداً هو جيبُ المواطنِ باعتبارهِ بقرةً حلوباً، ولا تعلمُ أنَّ هذه البقرةَ قد جفَّ ضرعُها، وتساقطَ شعرُها، وهزلَ جسدُها، فلم يبقَ منها إلَّا العظمَ .

ينبغي على الحكومةِ الأردنيَّةِ أن تعلمَ ما يلي :

1. أنَّ ما نسبتَه 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ تحت خطِّ الفقرِ .

2. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ يطالبون بمساواتِهم مع إخوتِنا اللاجئينَ من سوريا .

3. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ يحتاجون إلى مساعداتٍ غذائيَّةٍ خارجيَّةٍ .

4. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ باتَ على حافَّةِ الغضبِ .

5. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ يحتاجون رئيسَ وزراءٍ لا يُدخنُ السيجارَ الفاخرَ، ولا يقودُ السياراتِ الفارهةِ والنادرةِ .

6. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ يطالبُ بزيادةِ دخلهِ 90% ليتجاوزَ خطَّ الفقرِ .

7. أنَّ 90% من الشَّعبِ الأردنيِّ سئموا من الحكوماتِ المتعاقبةِ التي خصخصت أملاكَهم، وأهدرت ثرواتِهم الطبيعيَّةِ، وجعلَتهم أُلعوبةً في يدِ الدُّولِ المانحةِ .

أخيراً أُقسمُ باللهِ العظيمِ أنَّني أستشعرُ الخطرَ، وأخافُ أن تأتي لحظةٌ يصبحُ فيه هذا الوطنُ غيرَ صالحٍ أن يكونَ وطناً .

ما أحوجَنا في هذه السَّاعةِ إلى الدُّعاءِ، وإلى السِّياساتِ الحكيمةِ والعقولِ الرَّاجحةِ التي تدرأُ الخطرَ، وتُطفىءُ الشَّررَ قبلَ أن يتمدَّدَ بأطرافِ الوطنِ .

هامشٌ : ليتكُم تستفيدونَ من التجربةِ الماليزيَّةِ، وأعتقدُ أنَّ الأردنَّ فيه العشراتُ من مهاتير محمد القادرونَ على إخراجِ الأردنِّ من أزَّمتهِ .

بالمناسبةِ مهاتير محمد عمرُه 92 عاماً أنقذ ماليزيا بثلاثةِ قراراتٍ، وخفضِ الضَّرائبِ .

 

د. عاطف الدرابسة

 

 

في المثقف اليوم