أقلام حرة

مشهد رأسي

محمد سعد عبداللطيففي ذکري 25 من ینایر 2011م ، الثورات العربية تأکل أبناءها!.

 سقطت الثورات العربية لأنها لم تنجح في استئصال الدولة العميقة في مناطق نفوذها والتي كانت تحت سيطرتها .

ومنها عوامل التخوين والتشكيك والصراعات والتقاتل علي المصالح الأيدولوجية ..

وفشلت لأنها في عدم تقديم بديل عن النظام الاستبدادي القائم .

وفي عدم قدرتها في مناطق سيطرتها علي الاستقرار اﻷمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي .

فتحولت بعض البلدان والمناطق إلى فوضي عارمة .

استطاعت قوى أن تكون البديل في المشهد السياسي.

بقوة السلاح والمال وقوى إقليمية ودولية لا تريد نظم جديدة تقف أمام مصالحها الإقليمية في المنطقة،

وكان تصريح مستشار الديوان الملكي السعودي في ندوة العام الماضي عن وضع المنطقة ورسم ملامح لخريطة سياسية جديدة ليثبت باليقين عن وجود أطراف دولية وإقليمية كانت وراء فشل هذة الثورات .۔۔

بجانب صراع فصائل ثورية في المشهد السوري والليبي واليمني في عدم الاستقرار .

وجاء من يركب علي هذه الثورات الانتهازيون والمرتزقة وأصحاب المصالح الإقليمية .۔۔۔۔

وتوقع الكثير أن بسقوط النظام نجحت الثورة .

لنعيش حالة من الجدل بين الثورة والثورة المضادة. وسوف نعيش سنوات طويلة من الزمن .

كما تعلمنا في التاريخ السياسي عن الثورة اﻷم في فرنسا التي استقرت بعد مايقرب من قرن حتي قيام الجمهورية الثالثة في فرنسا .

ومازال الذين احتشدوا في الميادين علي أمل أن الثورة لاتنتهي بمجرد سقوط النظام رغم ما لحقت بهزائم وحظيت بسمعة سيئة والتخوين ..

ومازالت الجماهير العربية تعيش فيلم أحلام هند وكاميليا في ميادين التحرير وصنعاء ودمشق وطرابلس وتونس .....

ولكن ضاعت أحلام هند وكاميليا علي شواطئ البحر المتوسط كما ضاعت أحلام الحرية وعيش وعدالة اجتماعية وکرامة إنسانیة!

علي طبول حروب أهلية وحروب بالوكالة .لنستيقظ جميعاً علي أبيات شعر نزار قباني . فی ظل هذة الأوضاع بالمنطقة وإعلان قدس الأقداس عاصمة للکیان الصهیوني وصفقة القرن

متي يعلنون وفاة العرب .،،

الثورات العربية ..وأنصاف الثائرين ...؟

قبل قيام ثورات الربيع العربي

لم ندرك أن الثورة يمكنها أن تسقينا وتطعمنا دما وعلقما وآهات وخراب ..

وأن الثوار الذين طالما نظرنا إليهم كقديسين يمكن أن يجروا الخراب معهم لنا ولا يهدوننا إلا مدنا مدمرة خالية علي عروشها

انظر إلى اليمن وسوريا والعراق وليبيا مدن من الطروح والاقذام من يحارب من (صدمتنا عنيفة

لندرك ان للثورة قوانين )إذا لم تحسب حسابآ دقيقآ فالثورة قد تنحرف عن مسارها وقد تشذ وتفقد بوصلتها وقد تسقط او تجهض او حتي تموت ...

في عالم اصبح قرية صغيرة في عهد التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت الثورات العربية

تدخل كل بيتوتنا وتعصف بحياتنا وتهز وجداننا وتهدد النسیج الإجتماعي داخل الاسرة الثورات العربية خلقت منا خلقاً آخر فجاءت صدمتنا عنيفة ...

الثورة التي تعني دك المدن وتدميرها فوق رؤوس أهلها ما فائدتها ..قتل الملايين وخلق أجيال من الثكالي والأرامل والعزل والأيتام. ...

الثورة التي ليست للحياة بل الموت لا أحد يريدها ....أين كرامة الإنسان ..وحقوق الإنسان ..ولسنا في زمن الأنبياء والرسل من يدعي القداسة

لقد عصفت الثورات بكل شيء ومزقته إربآ وجعلت شعوبا كاملة تعيش مأساة خطف الهوية الوطنية ،

وتحويل الشعب الواحد إلى شعوب وقبائل متفرقة ومتناحرة وتحويل بلدان كاملة بكل بيوتها وشوارعها وناسها إلى لاشيء انظر إلى اليمن أصبحت مثل العصر الحجري ووجوه ممسوخة عديمة الملامح وممزقة ألف قطعة ..

لقد أخبرونا في الكتب ان الثوار بشر لايأتي نقيصة أو حماقة، أو شرا ولا يجترح إﻹ برا وخيرا وأغرقونا بالحديث عن وطنية الثورات ..

ونزاهتها وأمانتها ﻷوطانها ومواطنيها ولكن تربينا علي أن الثورة لاتدوم إلا يوماً أو بضعة أيام ثم بعد ذلك تسير الحياة طبيعية،

في سلام انظر اليوم إلى من لبس ثوب الثوار في مصر حدث بلا حرج منهم أصحاب السيارات الفارهة والبزنس الجديد وأصحاب العوامات ، ولکن أین الثوار والشباب فی ذکري25 من ینایر فی میادین مصر ذهبوا مع الریح ؟

رحم شيخ الثوار في القرن الماضي تشي جيفارا حقاً إنه يستحق هذا اللقب .

 

محمد سعد عبد اللطیف کاتب وباحث فی الجغرافیا السیاسیة

 

في المثقف اليوم