أقلام حرة

الذكرى الواحدة والستين لاكتشاف الحمض النووي

محمد سعد عبداللطيف25 من أبريل، على يد عالم إنجليز ي.

تعج المحاكم في مصر والعالم العربي دعاوى مرفوعة في قضايا نفي النسب، التي يرفض أصحابها الاعتراف بالنسب الشرعي لأبنائهم، بسبب الزواج قبل السن القانوني وإنجاب أطفال ويحدث طلاق ولايوجد عقد زواج شرعي وحيث يلعب الحمض النووي تحديد الأبوة في قضايا النسب ويكشف أسرارًا خفية،وفي الآونة الأخيرة ظهرت عادات داخل المجتمع المصري بالزواج العرفي، أو زواج الابنة قبل السن القانوني ثم يحدث خلاف وطلاق وإنجاب وليس هناك عقد زواج رسمي فيتم رفع قضايا إثبات نسب،وقد شهدت المحاكم المصرية أخيرًا قضية الفنان أحمد الفيشاوي وقضية الفنانة زينة وأحمد عز بعدم الاعتراف بالطفل،وهناك قضايا في الماضي القريب ،لمشاهير عن إثبات النسب للفنانة شريهان خورشيد،ومذيعة مشهورة الآن لابنة فنانة .

هذا جانب من مشاهير المجتمع وما خفي كان أعظم في المجتمع،من حالة الكتمان لعدم الفضائح.

في الأسبوع الماضي، أثناء وجودي في مكتب أحد المسؤولين،جلست سيدة لا أعرفها اقتربت مني وقالت ممكن تساعدني في التحدث مع هذا المسؤول فقلت لها أين طلب حضرتك؟ فقالت: ليس معي طلب أريد أن أحكي له موضوعي، فبدأت في سرد قصتها حيث تزوجت وأنجبت طفلين وتم طلاقها،وأثناء فترة الطلاق غاب الزوج وكانت حاملًا وأنجبت ولم تتمكن من كتابة المولود وهذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبر الطفل ولم تستطع علاجه لانه ليس لديه شهادة ميلاد ولا أي شئ فماذا تفعل؟ فطلبت منها أن تذهب إلى محامي لرفع دعوى لإثبات النسب، فقالت أنا لا أملك قوت يومي !

ففي أوائل هذا الشهر قرأت في جريدة الواشنطن بوست عن موضوع خطير لفتاة أرادت معرفة البصمة الوراثية لها وعلى بعد أكثر من 600 كم تعرفت على بصمتها الوراثية لطبيب كان يعالج أبويها من حالة العقم،وقد اقترح الطبيب،أخذ عينة من حيوان منوي لرجل مجهول،فوافق الزوجين لإجراء العملية بشرط أن يكون طويل القامة وتكون عيناه زرقاوان، ولم يجد الطبيب هذه المواصفات،فاستخدم حيوانه المنوي في الحقن، وأنجبت المرأة طفلة، واكتشف الأمر الأسبوع قبل الماضي رغم أن الأحداث وقعت عام 1980م لقد حدث ثورة علمية ،لاكتشاف الحمض النووي DNA, المعروف بهذا المصطلح،وقد قام العلماء بتشريح بعض العظام لبعض ملوك مصر من الفراعنة لمعرفة أسباب وفاتهم، والآن تم اكتشاف الأعراق والنسب فمثلًا، انتشر في الآونة الأخيرة، في مصر والعالم العربي،بعد انتشار الفيسبوك تشابه في الأسماء وظهور رابطة لكل اسم عائلة علي مستوى مصر والعالم العربي،والكل أصبح من نسب الرسول وآل بيت النبوة،فهل فكر هؤلاء في إجراء فحص عن بعض أفراد العائلة من بصمة وراثية وقد توصل العلم ،إلى معرفة العرق،

ففي خلال هذا العام قام صحفي عربي بإجراء بعض الفحوص في لندن لمعرفة أصله العرقي، بعد أن أخبرته عائلته أنهم من أصول أيرلندية، فكانت التحاليل تؤكد أنه يحمل جينات وراثية من الشرق الأوسط وجينات من أمريكا الجنوبية،وعربية، وقليل من جينات من أوروبا،

في ذكرى اكتشاف هذا الحمض النووي، وتطوره في معرفة الأعراق سوف يقضي علي الشعوذة المنتشرةالآن علي شبكات التواصل الاجتماعي، من تشابه الأسماء، وقيام روابط وعائلات وهمية.

 

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية

 

في المثقف اليوم