أقلام حرة

كيف سعت أمريكا للسيطرة على منطقة الخليج العربي بعد الحرب العالمية الثانية؟ (4)

محمود محمد علينعود ونستأنف حديثنا عن الهيمنة الأمريكية علي منطقة الخليج عقب الحرب العالمية الثانية فنقول : تتمثل الأحداث والمتغيرات التي انبثقت عنها الأسباب غير المباشرة للحرب العراقية – الإيرانية في الوقائع التي جرت في كل من الدولتين قبيل الحرب، فالعراق الذي كان يحكمه نظام قوي راديكالي، يؤمن بوحدة الأقطار العربية تحت راية القومية، وقع فيه تغيير دراماتيكي، حيث تولى قيادة النظام شاب في الثانية والأربعين بخصائص شخصية معروفة، أهمها تطلعه لتحقيق الانتصارات والإنجازات الكبيرة، وكان ذلك الشاب هو "صدام حسين" الذي تربع على سدة حكم العراق في يوليو 1979م .

وكان النظام الراديكالي في العراق مدعوماً باقتصاد متين عززه تأميم النفط، وبجيش قوي مدرب، يملك تجهيزاً متقدماً أتاحه متانة اقتصاد العراق، وعلاقات النظام الاستراتيجية مع أكبـر مصدّر للسلاح في العالم (الاتحاد السوفيتي)، وشراكتـه الاقتصادية والنفطية مع عدد من الدول المهمة، وخاصة فرنسا .

وأما إيران فقد حدث فيها، أيضاً، تغير دراماتيكي، إذ عاد إليها الخميني في شباط من العام نفسه (1979م)، وقاد ثورة إسلامية مدعومة بمشاعر الملايين من الشعب الإيراني، الذين وجدوا في الإسلام وشعاراته منقذاً ومخلصاً من غطرسة الشاه "محمد رضا بهلوي"، وكان الشاه قد عاش إمبراطوراً محالفاً للغرب، وحالماً بالهيمنة على منطقة الخليج كلها  وبعد انتصار الثورة اضطر الشاه إلى مغادرة إيران مخلفاً وراءه جيشاً قوياً، كان يوصف بأنه خامس جيش في العالم، كما خلف وراءه ثروة كبيرة تحققت نتيجة للصعود الكبير في أسعار النفط .

وتكمن خطورة ثورة الخميني على الدول المجاورة بشكل خاص، في رفعها شعار تصدير الثورة، مما يعني، ببساطة، أن إيران ستعمل على نقل أفكار الخميني إلى جيرانها، ومن ثم إلى الأقطار الأبعد؛ بمعنى أنها ستوسع حلقات الثورة شيئاً فشيئاً، وكان منطلقها فكرة مولّدة تتلخص في: "أممية الدين، وولاية المهدي الذي سيظهر ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً".

وهكذا، أصبح الخميني نائب الإمام وقائد الثورة، وأصبح النظام الإيراني الجديد نظاماً راديكالياً راغباً في التوسع، وبالمقابل كان "صدام حسين" قائداً للثورة في العراق، وكان يسعى إلى تزعّم العروبة، ويتلمس كل ما يجعله بطلاً للتحرير القومي. ويقع هذان المشهدان الجديدان في العراق وإيران على تخوم دول الخليج المترفة مادياً بفعل عائدات النفط، والضعيفة عسكرياً بفعل عوامل كثيرة: بشرية ونفسية وبنيوية، وكانت هذه الدول – وفق حسابات التاريخ والجغرافية – هدفاً محتملاً لمد عروبي قومي وعسكري .

لقد كان كل من العراق وإيران في عهد "صدام حسين" و"الخميني"، يعد البندقية بيد المواطن قبل الخبز، وميدان التدريب العسكري قبل ميدان العمل والبناء، وكانت لكل منهما نظريته الأيديولوجية ورؤيته السياسية. ويمثل وجودهما على تخوم دول الخليج العربي تهديداً واضحاً لهذه الدول واستقرارها ومصالحها، وخاصة أن لكـل من الدولتين: العراق وإيران تاريخاً ينبئ بمستقبل علاقاتها مع دول الخليج، فالعراق أخذ يرفع جهاراً نهاراً شعارات التخويف لـ (أمراء النفط)، و(الرجعية العربية)، ورافق ذلك كثير من السب والشتم لهذه الدول.

وأما إيران فكانت ولا تزال تَعُدُّ الخليج فارسياً، وتعتبر الدويلات الصغيرة على ضفافه الشمالية توابع لها، كما أنها احتلت جزراً تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتمسكت بها، ولم يغير انقلاب النظام في إيران من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لم يغير موقفها قيد أنملة تجاه الجزر، ولم يغير نظرتها إلى دول الخليج العربي .

لقد أدركت دول الخليج العربي أنها أمام معضلة مزدوجة، ورأت أن أفضل حلٍّ لهذه المعضلة هو جعل الجارين الكبيرين المتربصين بها، يمتص كل منهما قوة الآخر وزخم اندفاعه، وقد عبّر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود عن هذا الموقف عندما قال مقيماً الحرب العراقية- الإيرانية: "عسى أن تموت الأفاعي من سموم العقارب".

وهكذا كانت الحرب مصلحة خليجية، وكانت، أيضاً، مصلحة أمريكية وغربية، فبحجتها تداعت الأساطيل العسكرية إلى الخليج، الذي حرصت التوازنات الدولية – إبان ذروة الحرب الباردة،على التعامل معه بحساسية مفرطة، وأخذ العلم الأمريكي يرتفع على ناقلات النفط التي أحيطت بالبوارج الحربية الأمريكية، وهي تخرج من الخليج العربي محملة بالنفط، خوفاً من هجمات إيرانية تستهدف قطع النفط، والإضرار بمصالح دول الخليج التي دعمت العراق .

وأصبحت البحرية الأمريكية سيدة مياه الخليج العربي، وحامية مضيق هرمز، فقد أخذت تمخر مياه أعالي بحر العرب، بينما صمت السوفييت مكتفين بمليارات الدولارات ثمناً للسلاح الذي باعوه بأسعار خيالية للطرفين المتحاربين، والذي باعته مصانع غربية وشرقية أخرى بأسعار باهظة أيضاً، وقد زاد ذلك نار الحرب تأججاً .

وتحققت بتمزق القوتين العراقية والإيرانية مصلحة إسرائيل، فهاتان القوتان اللتان كانتا تجاهران بعدائهما لإسرائيل أنهكت الحرب قواهما، واحترقت في أتونها مقدراتهما، فقد أتت الحرب على آلاف العسكريين المدربين، وآلاف الدبابات والمدرعات، ومئات الطائرات المقاتلة ، ومئات، بل آلاف المدافع، وغيرها من أنواع الأسلحة والعتاد، وهو الأمر الذي أدى إلى اختلال ميزان القوة لصالح إسرائيل .

ولقد أدت الأسباب المباشرة وغير المباشرة، التي سبق ذكرها، إلى اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية، وقد بدأت هذه الحرب في الرابع من شهر سبتمبر لعام 1980م على شكل مناوشات حدودية، إذْ تبادلت قوات الطرفين قصف المخافر والقصبات النائية والسواتر الترابية، إلا أن هذه المناوشات ما لبثت أن تحولت في 22/9 من العام نفسه إلى حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، ففي ذلك اليوم وجهت القوة الجوية العراقية ضربة شاملة لإيران التي ردت بقوة، وهكذا اندلعت حرب طاحنة، لم يدخر الطرفان المتحاربان أي قوة في خوضها، فقد استخدمت كل أنواع الأسلحة المتاحة، واستهدفت المنشآت العسكرية والاقتصادية والمدنية، وطالت الحرب حتى المدارس والأرياف، وقضت على الآلاف من المدنيين والعسكريين. وتجاوزت الحرب كل ما تعارفت عليه الحروب من علامات النصر والهزيمة، وكان كل من الطرفين يدعي كسب الحرب والانتصار، ولم يعد موت آلاف الشباب في يوم واحد سبباً كافياً للتوقف وإعادة الحساب، بل كان ذلك مدعاة للفخر والمباهاة، وتأكيداً للتضحيات البطولية، وتحقيقاً للأمجاد، وانتصاراً للدين تارة، والدنيا تارة أخرى. وتداخلت في هذه الحرب الشعارات، بينما استمر نهر الدماء في تدفقه، وكادت تجف ينابيع القوة لكثرة ما تكبد الطرفان من خسائر. وكان من أبرز الشعارات التي ارتفعت في هذه الحرب: شعار الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية في بغداد، وشعار الدفاع عن الثورة الإسلامية في طهران .

لذلك رأت الولايات المتحدة أن في استمرار الحرب مصلحة لها ولحلفائها شرط ألا تمتد إلى مناطق أخري، وألا تهدد النفط وممراته ، حيث كان هدف الولايات المتحدة الرئيس، الحفاظ على لعبة توازن القوي بين إيران والعراق ، القائمة على السماح لبناء قوة إحداهما، لموازنة القوة الأخرى .

كما أشارت كافة التقارير الصادرة عن البيت الأبيض، إلى أن الولايات المتحدة لا تريد خروج إيران منتصرة من الحرب؛ لأن النتيجة الأولي ستكون تصدير الثورة الإيرانية إلى الدول الخليجية، ومن ثم يتهدد نظام الحكم في تلك الدول ، ومن ثم سيقطع الحكام الجدد للخليج النفط عن الولايات المتحدة، وإذا حاولت الولايات المتحدة التدخل عسكرياً لمنع الوصاية الإيرانية على دول الخليج ، فإن ذلك سيتطلب نقل قوات وإمدادات عسكرية كبيرة للمنطقة .

لقد كان هدف الحرب العراقية – الإيرانية، إسقاط الثورة الإيرانية، وإبعاد العراق عن الصراع العربي– الإسرائيلي، وخلق ذريعة للتدخل العسكري المباشر في منطقة الخليج. وكان نفط المنطقة هو الهدف الأساسي، والسبب الرئيسي المباشر، للتصعيد والوجود العسكريين في منطقة الخليج العربي، وكانت الرغبة الأمريكية ألا ينتصر أي طرف في هذه الحرب .

بيد أنها لا تريد بروز العراق كقوة مهمة، حيث عارضت قيام دولة قوية في منطقة الخليج يمكنها أن تهدد الدول الأخرى المنتجة للنفط، وتفرض إرادتها على المنطقة، وقد أوضح رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن ذلك بقوله :" نحن لا نريد للعراق أن يكسب الحرب، كما أننا لا نريد للعراق أن يخسر، فنحن في الحقيقة لسنا سذجاً ، فقد كنا نعرف صدام حسين، إلا أنه يخصنا .

لذلك بينما كانت الولايات المتحدة تميل علناً إلى جانب العراق خشية انتصار إيراني، شحن مجلس الأمن القومي الأمريكي الأسلحة سراً لإيران، وزود الإيرانيين بمعلومات مخابراتية سرية. ويرجع سبب ذلك إلى أن الولايات المتحدة بنت موقفها في البداية على حسابات مختلفة، حين قدرت أن القوات العراقية ستسحق القوات الإيرانية بسهولة، ولكن بعد أن تطورت الأمور بذلك الشكل، أدركت إدارة الرئيس الأمريكي "رونالد ريجان"، بأنها قد تركت الساحة الإيرانية لغيرها، وكان السوفييت في طليعة المستفيدين من غيابهم، يليهم أصدقاء الأمريكيين الذين سربوا الأسلحة الأمريكية وقطع الغيار، مثل إسرائيل، وكوريا الجنوبية خاصة، فلا بد من مراقبة عمليات التسريب؛ لجعل الخطر الأمريكي فعالاً، وحمل الإيرانيون على القبول بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ التفاوض فعلاً بإيحاء من مجلس الأمن القومي الأمريكي، بواسطة عملاء يهود .

لقد زودت الولايات المتحدة إيران بالأسلحة في البداية، عن طريق إسرائيل منذ 1981م من خلال اليهود المزدوجي الجنسية، ومن خلال وساطة تجار السلاح الإيرانيين، فكانت الأسلحة ترسل من إسرائيل إلى إحدى الدول الأوربية أو الإفريقية، من ثم يتم تغيير الأوراق، ثم شحنها إلى إيران .

وهنا شكل دور إسرائيل بمثابة البديل، والدرع للولايات المتحدة في تلك العملية، وحسب اعتراف الرئيس الأمريكي"رونالد ريجان"، فقد استخدم اليهود مرة أخري؛ للتقليل من الخطر السياسي المحيط به. فقد كان أمد الحسابات الإيرانية، مرهوناً بالدعم الأمريكي المباشر أو بالواسطة، وعليه أقر مجلس الشوري الإيراني في جلسته ، التى عقدها في نوفمبر عام 1981م بشراء أسلحة من إسرائيل بقيمة 200 مليون دولار، وهنا وجدت إيران في إسرائيل خير عميل، لا سيما بعد أن تلاقت مصلحة الطرفين حول ذلك الموضوع ، فالنزاع بين إيران والعراق يعنى نزاعاً بين طرفين كليهما عدو لإسرائيل، إضافة إلى أن بيع السلاح ينشط الاقتصاد الإسرائيلي، والتعاون مع الخميني يؤمن رعاية للجالية اليهودية المتواجدة في إيران (80 ألفا) .

وفي سبتمبر 1985م تفاقم الموقف بشدة وتدهورت الأوضاع القتالية للقوات العراقية، فطلبت العراق مساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، فأصدر الرئيس ريجان قراراً عبر توجيه لمجلس الأمن القومي بأن الولايات المتحدة ستسعى جاهدة لمنح المساعدة للعراق وعدم خسارتها للحرب، حيث أرسل سنة 1986م رسالة سرية لصدام حسين يخبره فيها أنه على العراقيين رفع مستوى حربهم الجوية ورفع غاراتهم على إيران، وبذلك استعادة العراق علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة  التي كانت مقطوعة منذ حرب  1967م، وبهذا أخذت الأسلحة المتطورة تتدفق على العراق مما زاد من قدرته القتالية، بالإضافة إلى الدعم المالي من دول الخليج، في نفس الوقت دخلت إيران مرحلة الضعف والتقهقر .

واستناداً إلى ما صرح به وزير الخارجية الأمريكية " هنري كيسنجر" حين قال :" هذه أول حرب في التاريخ نتمنى ألا يخرج فيها منتصر، وإنما أن يخرج الطرفان كلاهما مهزومين، وفي موقف آخر صرح :" أنه من المؤسف أن الحرب قد تنتهي بخسارة أحد الطرفين فقط".

ويستدل من وقائع الحرب ما أكد ذلك الرأي، فعندما كان مسار الحرب يميل لمصلحة العراق، كانت المساعدات والأسلحة تأتى إلى إيران، والعكس صحيح. ففي الوقت الذي كانت إيران تستعيد توازنها، وتقوم بهجمات ناجحة ضد القوات كانت الولايات المتحدة تسارع بمساعدة العراق، بما يسمح بإطالة أمد الحرب على النحو الذي يخدم الأهداف الأمريكية .

وهنا فهم الخميني حقيقة هذا المغزى، فانتهز فرصة قيام القوات الأمريكية الموجودة في مياه الخليج بإسقاط طائرة إيرانية، ومصرع 295 راكباً، فأعلن في 18 يوليو 1988م وقف إطلاق النار بناء على بقاء النظام على أساس أن أمريكا تحاول جر إيران إلى حرب لا تحمد عقباها،  الأمر الذي اعتبره العراق فخراً عسكريا، وخرج بجيش مكون، وكفاءة عسكرية متميزة، وعتاد ذو قاعدة عسكرية متطورة، غير أنه خرج بأوضاع مزرية، ومنهارة، وبأزمة اقتصادية ضخمة، وديون خارجية قدرت بـ 80 مليار دولار وتصاعدت الأزمة في الداخل بين النظام العراقي والأكراد، أما المستوى الخارجي زاد الأمر توتراً وحدة بين العراق والولايات المتحدة. وبريطانيا وإسرائيل تنامي بسبب تنامي قوتها الاقتصادية، بالإضافة إلى انخفاض النفط في الأسواق العالمية وتوقف خطط التنمية بعد الخسائر الكبيرة التي كانت موجهة إلى الإنفاق العسكري والقوة العاملة التي وجهت إلى جبهة القتال .

أما بالنسبة للنتائج التي خلفتها هذه الحرب هي التفرقة بين الدول العربية، حيث إن دول الخليج كانت تدعم النظام العراقي بشكل كبير؛ خاصة الكويت والسعودية، وكذلك كل من مصر والأردن، رافعين شعاراً علنياً لذلك هو: دعم العرب لشقيقهم ضد عدوه الطامع في أرضه. في حين وقفت سوريا إلى جانب إيران ، وكان الهدف من إقحام العراق في  الحرب مع إيران إضعافه عسكرياً وصناعياً وزيادة الفتن الداخلية، إلا أنه حصل عكس ذلك وتنامت قدرته العسكرية وخبراته القتالية وزيادة الصناعة التكنولوجية .

كما خلَّفت الحرب العراقية- الإيرانية، آثاراً وجروحاً كثيرة، طالت مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والفكرية، والاجتماعية، ولم تقتصر هذه الآثار على الدولتين المتحاربتين، وإنما امتدت إلى دول المنطقة، وتجاوزتها إلى كثير من دول العالم، وهكذا أصبح من العسير حصر أطراف الحرب، وتبين تداخلاتها التي اختلطت وشابتها ضبابية كثيفة. وفي الوقت الذي ظنَّت فيه دول الخليج العربي أن نهاية الحرب ستؤمن لها الاستقرار، بدأت مرحلة جديدة تداخلت فيها العلاقات، واختلطت المصالح، وتلاحقت  التغيرات ..

ما يمكن قوله عن حرب الخليج الأولي أنها كانت حرباً قاسية ومدمرة، استمرت ثماني سنوات من 1980 إلي 1988م، وهي أطول الحروب التقليدية في العصر الحديث ذهب أكثر من مليون شخص ضحايا لتلك الحرب، ودمر اقتصاد الدولتين؛ حيث تقدر الخسائر المادية بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنه ومع خروج العراق منهكاً اقتصادياً، ومتأثراً اجتماعياً بما خلفته الحرب، خرج بقاعدة عسكرية متطورة، وقدرة قتالية، وتسليحية  متفوقة .

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل- جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم