أقلام حرة

مقترحات وليس إملاءات

كاظم المقداديأود ان أقدم جزيل شكري وإمتناني لكل من عقب على ندائي للشبيبة العراقية المنتفضة، وبخاصة الأستاذ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم، وألذي أخصه بهذه الملاحظات، وأقول بأنني أتفق كلياً مع مجمل ما طرحه، وأضيف بان الوضع،كما يشهد الجميع، خطير جداً، والحلول صعبة ومعقدة للغاية، إذا ما علمنا بان القوى المتنفذة والمهيمنة على السلطة لا ترغب بتقديم تنازلات، حتى ولو بسيطة،تقلل من هيمنتها ونفوذها وتحد من مغانمها وأمتيازاتها، حتى وان تمزق العراق بكامله،بعد ان دمرته تماماً وأفقرت شعبه، وهي مستعدة لقتل الآلاف من شبيبته، دفاعاً عن سلطتها ومنظومتها الفاسدة..

ألم يقل المالكي " أخذناها وبعد ما ننطيها"؟.. وألم يهدد الفياض (أو المهندس) بزج "الحشد الشعبي" لسحق الأنتفاضة ؟.. وألا يكفي ما قدمه شباب وشابات العراق الغيارى،لحد الآن، من شهداء وجرحى ومعوقين،  لتتنازل أحزاب الأسلام السياسي المتنفذة  وتستجيب لمطالبهم المشروعة، والتي كانت أول الأمر المطالبة بالعمل وتأمين لقمة العيش لهم ولأطفالهم وتحسين الخدمات، وفي مقدمتها الكهرباء والماء النظيف والصحة .. فلم تتنازل وواصلت إستهانتها بمطاليب الشعب، وصعدت من إستهتارها، بإقدامهت على الأرهاب والقمع الدموي للمتظاهرين السلميين..

هؤلاء الطغاة الأوباش لن يتخلض الشعب العراقي منهم كلياً إلا بالثورة الشعبية العارمة.. من هذا المنطلق إقترحت المطالبة بالتغيير الجذري والشامل للقضاء على نظام المحاصصة والفساد المقيت..

أما المنتفضين، فقد أصبح واضحاً للجميع بانهم لن يرضوا بحلول جزئية وإصلاحات ترقيعية، وإنما يريدون، ومصرين على حقوقهم المشروعة الكاملة، وصولآ الى دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الأجتماعية، مدركين بأنها لن تتحق إلا بالخلاص من الطغمة الحاكمة ومنظومة سلطتها الفاسدة..

ومن هذا المنطلق أيضاً وجهت ندائي للشبيبة المنتفضة وضمنته جملة مقترحات..أكرر: مقترحات وتركت القرار الأخير لهم ليأخذوا بها أو رفضها، كلها أو جزء منها.. ولم تكن إملاءات، فلم تعد شبيبتنا الباسلة تقبل ولا ترضخ للإملاءات.. متوخياً ان تغني مقترحاتي ما تفكر به اللجان التنسيقية للإنتفاضة وما رسمته من خطة وأهداف..

أما تقديم " نموذج واحد " لتسهيل " مهمة المنتفضين،" التي اوكلتها لهم"..فأنا لم أوكل، يا أستاذ جاسم، أية مهمة للمنتفضين، وإنما إقترحت، كما أسلفت، جملة مقترحات قابلة للنقاش..

لو كانت القوى المتنفذة في السلطة تمتلك ذرة من الوطنية والحرص على شعبها، لقامت فوراً بحقن الدماء ولتركت السلطة سلميا لغيرها، طالما ان ملايين العراقيين لا يريدونها..لكنها ليست كذلك..ولذا تعقدت مهمة التداول السلمي للسلطة، وتحولت الى مهمة إسقاط السلطة الجائرة..

الجماهير المنتفضة تريد إستعادة وطنها المستباح والعيش حياة حرة وكريمة..أن  النجاح بالمهمة يستلزم ، كما نعلم، مشاركة ومساندة شعبية أوسع للمنتفضين، من قبل قطاعات الشعب الأخرى.. والمفرح، ويبشر بالخير، ان العديد من الشرائح الأجتماعية المهمة إنضمت للإنتفاضة، رغم التهديد والأرهاب،مثل المعلمين والمحامين والأطباء والمهندسين والطلبة والموظفين.وان العديد من الضباط الغيارى في الجيش والشرطة، ووحدات من الحشد الشعبي، رفضوا تنفيذ أوامر التصدي للمتظاهرين السلميين ، وقسم منهم خلع ملابسه العسكرية وترك الخدمة –كما  نقلت وسائل الإعلام..

أزاء تطور الأحداث لصالح الأنتفاضة، أرى ان تحقيق مهماتها الآنية لا يحتاج الى فترة طويلة إذا ما تواصلت الأنتفاضة، وتواصل العزم والأصرار، مقروناً بإتساع المشاركة الشعبية لها.وأرى شخصياً ان أولى المهمات هو: إقالة حكومة القتلة.

وهذا يتم وفقاً للسياقات الدستورية. يستطيع رئيس الجمهورية الحالي ومجلس النواب انقيام بالخطوات المطلوبة لأقالة الحكومة..فلابد من مواصلة الضغط الشعبي ليقوما بذلك ولفرض ضمان التداول الدستوري السلمي والسلس للسلطة.

وتشكيل حكومة جديدة مستقلة من عناصر وطنية كفؤة ونزيهة وفعالة، إنتقالية،لمدة 4 أشهر مثلآ، وتكون ذات صلاحيات استثنائية، لتنفيذ جملة مهمات اَنية محددة..يقوم رئيس الجمهورية، وفقا للدستور، بالخطوات الواجبة لاختيار رئيس مجلس الوزراء الجديد،بحيث يتمتع بمعايير الوطنية والكفاءة والنزاهة والاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار، بعيدا عن المناطقية والطائفية السياسية والتحزب الضيق.

وقد ضمنت ندائي المهمات الأساسية التي تلتزم الحكومة الجديدة  بتنفيذها..

الأكيد ان القوى السياسية المتنفذة والمنتفعة من نظام المحاصصة والمغانم لن اقبل بهذه الإجراءات وستعاند وتقاوم.. لكن إرادة المنتفضين ستنتصر!

 

د. كاظم المقدادي

 

 

في المثقف اليوم