أقلام حرة

عبدالله حمدوك أم عصام شرف.. ملك أم كتابة؟!

محمود محمد عليشئ عظيم عندما قامت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، وفرضت بالقوة والواقع اختيار الدكتور عبدالله حمدوك لتولي منصب رئيس الوزراء في دولة السودان الشقيق خلال الفترة الانتقالية، وعبدالله حمدوك من الشخصيات السوانية المحترمة؛ حيث  تم تعيينه ببنك التنمية الأفريقي في ساحل العاج، ثم انضم للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا في عدة مواقع حتى أصبح نائب الأمين التنفيذي.. الخ

ولكن السؤال هنا هل عبدالله حمدوك سيُسمح له بإعطاءهِ صلاحيات كاملة لإدارة الأمور في السودان،وبالتالي لا بد له من أن يرضي جميع  قوي إعلان الحرية والتغيير الذي اختارته، فيقوم بتنفيذ كل مطالبها الفئوية- صغيرها وكبيرها، قليلها وكثيرها،بحيث يكون من تلك المطالب ألا تضم وزارته أي وزير مهما كان ينتمي إلي حكومة البشير وأن يختار وجوها وطنية حقيقية تسعي بالفعل في تقييم الأداء الحكومي، ليس هذا فقط بل إنه سيواجه تحديات ستُفرض عليه فرضا؛ وبالذات في المرحلة الانتقالية، مثل مصطلح " التطهير " الذي سيواجهه بقوة ... فلا بأس من أن تخرج عليه قوي إعلان الحرية والتغيير وتطالبه بتطهير جهاز الشرطة وجهاز الإعلام وجهاز التعليم ...الخ .

وعندما يتم ذلك  فإنه بلا شك سيقع في نفس المستنقع الذي وقع فيه الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الذي جاء من خلال ثوار 25 يناير بميدان التحرير، وفوجئ بمطالبات فئوية لا حصر لها من قبل الثوار الذين جاءوا .

وإذا تم ذلك فلا أملك إلا أن أقول "ياقلبي لا تخزن" ؛ فالمراحل الانتقالية للدول الذي عاشت مغبة حروب الجيل الرابع بطبيعتها مراحل صاخبة، وبالتالي فهي فى صراع خفى بين نظام قديم يتوارى ولكنه يقاوم، وبين نظام جديد يؤسس ولكن لم يكتشف بعد معالمه وخصائصه.

ومسئولية هذه المرحلة الانتقالية هى تحقيق هذا العبور بأكبر قدر من السلاسة وأقل قدر من التكاليف، مع ضمان انتهاء النظام السابق وعدم ظهوره من جديد فى رداء مختلف، ووضع الأسس لقيام نظام جديد ومختلف.

فهل يحقق عبدالله حمدون ذلك بعد مرور عدة أشهر من توليه رئاسة وزارة البلاد في سوداننا الشقيق العبور الآمن ... هذا من الصعب أن أجيب عليه الآن وننتظر ما تسفر عنه الأيام المقبلة!!!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل-=جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم