أقلام حرة

العراق وطني .. بلا مجاملة بلا خداع ونفاق نحن مختلفان

كيف نبني العراق ونحن على عرش الاختلاف ملوك أزمات.. هل التقارب والتوحد الوطني يترسخ بالكذب والكلام المنافق أم بالثقافة الاجتماعية السليمة  وسبل ترسيخ مفاهيم الإنسانية والرحمة والتوحد في فكر الإنسان العراقي الذي عاش سنين الم طويل وعاش التغرب وعاش الحروب وعاش أسوء اللحظات  من قسوة داخلية وظلم سلطة.. وعاش حروبا خارجية وداخلية وعاش وحشية وقسوة جعلته يستهين بمعنى الإنسانية. أن الثقافة السائدة بالشارع العراقي ألان ما هي ألا ثقافة جهل يسيرها الأعلام العربي والإقليمي المعادي للديمقراطية العراقية هذا الأعلام المتناقض الطموحات والاهداف والهويات ..انه أعلام الأزمات أعلام الإرهاب العربي الوافد هذا الأعلام يقلب الحقائق  ويكتب السوء مستقبلا للعراق..

 

بلا مجاملة بلا خداع بلا نفاق بلا رتوش نحن مختلفان في بيت واحد  لأننا أجبرنا على نسيان تاريخ توحدنا ولا نذكر سوى الأصنام ولا نحترم حقيقة الإنسان بمعناها المقدس، متى تختفي أشباح اللاحقيقة متى يزول كابوس الألم، نحن مختلفان ما بين القديم والحديث واليمين واليسار ما بين طوائفنا وأعراقنا وانتمائتنا الفكرية ما بين الجهل المركب لثقافة العوران وما بين متسلقي المناصب حرباوات الزمان والمكان . نبحث سبل الحياة لكن الاختلاف ليس كلمة فقط لكي ننكر وجوده بنافق ونقول لا خلاف ... الاختلاف واقع حال يسير بالشوارع والأزقة كغول يقتل أفكار التوحد ويحرق زهور المحبة ويلوث عقول الطفولة ويغذيها بالتنافر والحقد الأسود وينبئ بمستقبل مجهول فيه الكثير من التحسب والخوف..

 

هل فكرنا واحد هل نتفق بمعنى الألوان أم لا ؟ أم أن عمى الألوان أصاب العقول والقلوب لتنطق بما تظن خلافا للحقيقة... ومن يغذي الخلاف  من يغذي السوء ومن يتلذذ بألم التشرذم العراقي من يرقص على الم الإنسان العراقي من يغذي الإرهاب ؟؟.انها الغباءات العربية وارهابها واعلامها القذر انها تدخلات الدول الاقليمية غير المحمودة وغير المرحب فيها كلها تعمل على تفكيك اواصر التلاحم العراقي.... ما هي خلافاتنا ؟ لو تبصرنا فان مفهوم الإنسانية يوحد جميع البشر فلماذا ثقافتنا يغذيها السوء والفرقة ويغذيها الخلاف الأهوج المنطوي على أحقاد وضغائن تنمو كحرب باردة لا نعرف متى يتهيأ لها الظرف لتسبب سوء عظيم . فكلامنا صنفان مختلفان، ونحن منقسمون بين ثقافتان مختلفتان ومتناقضان لكل ثقافة صنم قدسية وقبلة. أشباح العداء مختلفة أيضا فعدوك صديقي وصديقي عدوك.. هل نسينا العراق هل نسينا من سلب انسانيتنا هل نسينا من جعلنا عبيد في أرضنا. مهزلة الكراسي وصراعات السلطة ضيعت كل معاني التوحد . انهارت غباءات العروبة لتعلن عن وليد لقيط اسمه العداء للعراق الديمقراطي الموحد... نمى في داخلنا العداء لأنفسنا وذاتنا وعراقيتنا...

 

قد يقول البعض نحن ألوان وأطياف في نسيج واحد؟؟؟  فاعلموا أنهم  يجاملون و يقولون ما لا يؤمنون  كلامهم منمق كلامهم لا معنى له أمام حقيقة التراجع أمام حقيقة الوهن أمام حقيقة الشارع المختلف . أن النسيج ليس نسيج وإنما هو اختلاف وتناقض وتنافر فكري. أن التعصب الفكري السائد في متناقضات المناطقية والعرقية والطائفية هي سوء لا يمكن تجاوزه بكلمات  انه يحتاج الى عمل ويحتاج الى تربية اجتماعية جديدة. الكثيرون يقولون نحن مسلمون قبل أي شيء لكن في داخلهم شيء اسمه التعصب  التعصب التعصب التعصب... وان مسكوا زمام أي سلطة وان كانت بسيطة سوف نرى اللاعادلة في سلوكهم الإداري  وفي غرفهم الموصدة تقال أبشع كلمات الاختلاف ولا يعلنوا ألا الاتفاق الهش. إضافة الى الاختلافات التي تنمو وتكبر مع الأيام يوجد كابوس وإخطبوط كبير اسمه فساد السلطة ومؤسساتها وهو للأسف يوحد المتناقضات للفتك بالوطن والإنسان العراقي ...أن الناس في مسألة الفساد على دين واحد. فكل السارقون مهما اختلفت طوائفهم هم سراق مصالحهم الشخصية قبل أي شي...

 

لكي نقلع جذور الاختلاف يجب النزول الى فكر الإنسان البسيط في الشارع يجب الاستقلال بالقرار يجب ان نحصل على استقلال بلدنا من كل غباءات الجوار العربية والإقليمية...أن ما يسمعه الإنسان البسيط من كهنة قدسياته يعتبره حقيقة مطلقة لا يقبل فيها نقاش . أن المكون العربي العراقي له ثقافتين متناقضتين على مستوى الإنسان البسيط .. للأسف لم يعمل أو يحاول أي مفكر أو حزب على زرع بذور التلاحم زرع بذور التقارب المجتمعي للعراقيين... كثيرا ما نصادف  أشخاص في حياتنا اليومية وبمستويات فكرية وثقافية متباينة وبدون أن نعلم من هم ومن يكونوا فحديث قصير معهم سوف نعرف أنهم عن جهلا أو يقين يمثلون ثقافة الاختلاف وهي أما يمين أو يسار (أي موالين للماضي أم أنصار التغيير). ولا نعرف هل اصبح ممكن تمييز العراقي على مستوى تجزئة القومية العربية الى قوميتين؟!!!.. فان الإنسان العراقي أصبح ذو ثقافتين... ثقافة شارع تسب اليمين وأخرى تسب وتلعن اليسار( لا نقصد اليسار اليسار ولا نقص اليمين اليمين وإنما هو فقط للتشبيه ولبيان التناقض الثقافي العراقي). وبشكل عفوي نستنتج بان العراق يعاني من أزمة في فكر التوحد.,.. الحزن ينتبنا كثيرا للهوة الكبيرة بين اليمين واليسار بين الأمس واليوم... بحيث أصبحت هاتين الثقافتين المختلفتين تورثان للجيل الجديد..

 

صراع وصراع وحرب باردة وكلمات منمقة ومنافقة تنطق هنا وهناك لتجدد شعارات العظمة الكاذبة لدفع الفكر العراقي للهاوية ومحاولة إسباغ التطرف والدكتاتورية الفكرية على فئات المجتمع وفرضها كواقع حال.. بكل عنصرية وغباء يتم الترويج عربيا على أن الغالبية العراقية ليست سوى بقايا العبيد الوافدين أو بقايا الهنود والأتراك والآريين...نتعجب هنا كثيرا للكثيرين لمن يقولوا ذلك فان هوية العراق عربية ... وللأسف نسمع الكثير والكثير من المفكرين والكتاب العراقيين والعرب بان اكبر مكون عراقي يقال انه غير عراقي أو غير عربي أنهم يسحبون هوية العروبة العراقية... لماذا هناك تكالب عربي على التشكيك بهوية العراقي... هل العراقيون هنود أم ماذا؟ وان كان اغلب العراقيون كذلك فهل العراق عربي ؟!!!!! أذا كان اغلب شعبه كما يدعي البعض ويروج ليسوا عربا!!!. لو سلمنا جدلا بان هذه هي حقيقة فان ذلك يعني كارثة وطنية ومصيبة وألم سوف يسحق التوحد الوطني العراقي...هل من الممكن أن يتم ترحيل اغلبيه الشعب العراقي بملايينه  الى الهند وجزر الواقواق لكي يتم  بعدها مسح أراضي العراق برمال الصحراء الصفراء المقدسة . أتسال هنا أين هي الوطنية هل الوطنية بالنسبة لدعاة الفكر القومي هي السلطة فقط، وأي وطن لا يمتلكون فيه السلطة هو عدوهم ويعملوا على تدميره لأنه وطن الأعداء، هذا تناقض ذاتي لذا يجب أن  نراجع أنفسنا في سبل التوحد وعلى المثقفين أن يقولوا قولتهم لكن  بتمعن شديد  لمحاربة التطرف والرعونة والعدائية واللانسانية.. أن أمريكا وطن الهنود الحمر... لكن أمريكا الحالية ينصهر حتى الهنود الحمر فيها بفكر وطني للأمة الأمريكية.... فمتى ننظر الى امتنا العراقية بتوحد ولا نسمع غباءات الشرق والغرب غباءات العداء العربية والإقليمية لعراق النماء عراق الإنسانية، على الكتاب والمفكرون وعلماء الدين أن يرسخوا مفاهيم التوحد الوطنية بقيم التحضر والإنسانية ولكي نقول نحن متحدون وموحدون يجب أن نثقف الإنسان العراقي البسيط ليتحدث بعراقية بعيدا عن الحقد والضغينة بعيد عن التسقيط لنتحدث للإصلاح وليس التدمير. ليكون نقدنا لبعضنا أصلاحا وليس تسقيطا وحقدا وحربا وإرهابا وكفرا . أنها دعوة للمفكرين ليضعوا الأسس الصحيحة لعراق الغد الذي نتمنى أن ينهض ويقود الشرق الأوسط الجديد....

 

قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح أذا ثبت لنا الخطأ...

 

د.علي عبد داود الزكي

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1283 الاحد 10/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم