أقلام حرة

الإتحاد الشرق أوسطي يُشافينا!!

صادق السامرائيمنطقة الشرق الأوسط التي أصبحت غريبة عن القرن الحادي والعشرين، بمنطلقاتها وسياساتها وتوجهاتها، مما يجعلها هدفا كبيرا تسعى إليه القوى الباحثة عن مصادر الطاقة وينابيع الثروات .

فالصراعات بين دولها لا تخدمها، وإنما تحولها إلى ساحة لتفاعلات مصالح عالمية، وميادين حروب غير مباشرة بين القوى المقتدرة.

ولكي تتشافى من جراحها وتضع حدا لويلاتها وتداعياتها، لا خيار أمام جميع دولها  بكل ألوانها وأطيافها ومعتقداتها ولغاتها وأعراقها، إلا أن تكون كتلة واحدة لتحقق التواصل والبقاء والتفاعل الإيجابي مع عصرها وتُبعِد المخاطر والحروب عنها.

فلا يمكنها أن تبقى مفتتة متصارعة، لأن هذا السلوك يساهم في تفريغها من القدرات والطاقات، ويجعلها هدفا سهلا وضحية وقربانا، وكأنها تتطوع بكافة دولها لتحقيق غايات الآخرين.

فعليها أن تتعلم الدروس، وتتحرك وفق منظار صحيح يحافظ على ديمومتها ودورها .

فلكي تنجح وتنتصر على واقعها، يجب أن تسعى نحو الإتحاد والعمل سوية من أجل شرق أوسط مزدهر متقدم آمن سعيد.

ولا بد لدول المنطقة أن تستوعب التجربة الأوربية، وتستخلص منها المناهج والآليات اللازمة للإنطلاق بإتحاد شرق أوسطي معاصر.

فما جرى في القارة الأوربية من صراعات وتداعيات وحروب على مر القرون، يتفوق كثيرا على ما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط، وبرغم ذلك تمكنت أوربا بقياداتها المعاصرة الواعية المدركة لمصالحها، أن تتجاوز أصعب العقبات، وتنطلق في مشروع الإتحاد الأوربي الذي تتنعم به القارة، وتتفاعل إقتصاديا  وثقافيا  وسياسيا ، مع الحفاظ  على خصوصياتها التأريخية والحضارية  ولغاتها المعروفة.

فالإتحاد الأوربي خليط من جميع الأجناس البشرية  واللغات الأرضية والأوربية ، لكنه أثبت  قوته وقدرته  على الحياة  الأفضل والعطاء  الأكبر.

ولا خيار أمام المنطقة إلا أن ينهض قادتها بالسعي الجاد الصادق لإقامة الإتحاد الشرق أوسطي، الذي عليه أن يكون مشروع جميع دولها في القرن الحادي والعشرين، وأن تعد العدة والمستلزمات والدراسات والتحضيرات، الكفيلة بصناعة وصياغة دستوره وآليات عمله، لكي يتنعم  أبناء المنطقة بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، ويتحرروا من ويلات الصراعات المتوالية.

فهل ستدرك المنطقة خطورة ما تقوم به، وكيف عليها أن تكون ذات غاية واحدة؟!!

وهل  من جرأة ونكران ذات ورؤية حضارية واعية، وقيادة حكيمة حليمة قادرة على إنجاز هذا المشروع الذي لابد منه لكي تستقر المنطقة؟!!

 

د. صادق السامرائي

20\1\2014

 

في المثقف اليوم