أقلام حرة

مصر بين الثوار والمتثورين

وائل مصباحعلى امتداد خطوط جميع الثوارت المصرية منذ عهد البطالمة وثورة الرعاه فى الدلتا مرورا بثورتى القاهرة الاولى والثانية على الحملة الفرنسية وثورة عرابى وثورة 1919 وثورة 23 يوليو وثورة التصحيح وثورة 25 يناير حتى ثورة 30 يونيه تنفجر الذاكرة بالاحداث والحقائق والأسماء الذين رسموا لوحتها البانورامية للمطالبة بحياة افضل.

ان عادة وقانون وعرف الثورة اى ثورة نار ورماد..ريح وفحيح..شياطين وابالسه..وقد يوجد في حالات نادرة بعض الملائكة..ولكنها حالات إستثنائية..فالملائكة نورانيون والشياطين لهم قرون..كالسيوف التى تدشن سيول الدم ..البيئة الخصبة لنمو الطغاة والجبابرة.

والثورة اى ثورة تبدا بالنار والشعار..الذى يلسع كالكرباج ويكوى كالمكواه..وتنتهى بعد الشهد بالدموع التى تكتم وتطوى التضحيات او التجاوزات..وما بين الكى والطى تقصر وتطول ألسنة المحللين او الخبراء الاستراتيجين الثقات وغير الثقات. والكى والطى يطال الوثائق والمستندات والاوراق السرية المحنطة فى الدهاليز والانفاق..وحرق المجمع العلمى ابان ثورة يناير مازال عالقا فى الاذهان والنار تلتهمه وقنوات العالم تنقله على الهواء..

وبتحليل اى ثورة نجد ان شراينها تنقسم إلى رافدين..الاول ظاهرى علنى والثانى باطنى خفى..وفى الحاليتين فان الثوار او الجنرالات والعامة يتساوون ويتكلمون لغة واحدة وهى وللاسف لغة الدم وان أختلف اللهجات..مع ارتفاع قامات الثوريين والمتثورين بحكم وقوفهم على اطلال من الجثث العائمة في بحر الدم.

ومازلت ثوراتنا العربية عامة والمصرية خاصة تقف بين قوسين ..الثوريين والمتثورين..تحت اشعار اخر..

 

الكاتب وائل مصباح عبد المحسن.

 

في المثقف اليوم