أقلام حرة

الفرصة الحضارية!!

صادق السامرائيهي فوهة البركان الصيروراتي، المعبرة عن أصالة الكينونة الذاتية والموضوعية اللازمة للأمة والشعب، ولها القدرة على النماء والولادة والتناسل والتفاعل والتواصل الخلاق.

والمجتمعات لكي تلد جوهر ذاتها لا بد لها أن تمر بمقاساة ذات طاقات تحدي وتوثب وثبات وإيمان بالقدرة على صناعة حاضرها ومستقبلها، وشق طريق أجيالها في رحلة البقاء والرقاء.

ووفقا لهذا القانون الحضاري الإنساني  الراسخ  الفعال، فأن الإرادة المتوهجة والتطلعات المتأججة، ستلد رموزها  وأعلامها  وقادتها ومفكريها ورسلها المنورين وأبطالها الميامين الطالعين نحو فجر سطوع.

وتتناسب قوة الولادة مع حجم التضحيات وعنف المواجهات والتحديات، وهذا يعني أن الأمل قائم، والوصول إلى الهدف حتم لا زم، مما يستدعي الإيمان بالقدرة على التعبير عن الكيان الوطني المتماسك،  والعمل الجاد على إبقاء شعلة الإنتصار على أعداء الشعب والحياة متّقدة.

فالإرادة الوطنية المستعرة والدفق الشبابي الوهاج المتعاظم الأمواج المتواكب التيار، سيهتدي إلى شق مجراه وتحدي العقبات والمصدات للوصول إلى مصب وجوده الأعظم.

فشلال الكينونة الحضارية يصنعه دفق روح الشباب الطالع إلى مجد خصيب.

وإنها لوثبة، وفرصة ذات إصرار على بناء الحياة الأفضل، وبها ستكون الأجيال وتلد ذاتها العلياء.

فالفرصة الحضارية التأريخية يجب أن تكون أصيلة الولادة والنماء، وقادرة على إنجاز التطلعات النابضة في أعماق الأجيال الوافدة.

فقوانين الجريان تؤكد أن الحياة تمنح الفرص المناسبة للأجيال، وعليها أن تغتنمها وتنطلق منها للإستثمار في عناصرها ومفرداتها المتوافقة مع إرادة المكان والزمان الذي هي فيه.

وكم من الفرص التي سنحت وأضاعتها الأجيال في مجتمعاتنا، ولم تجتهد بإغتنامها والتفاعل معها بقدرات معاصرة ذات قيمة تنموية.

والأمل والثقة يحدوان الاجيال الواعدة المنورة بالمعارف والعلوم المتجددة، ولا بد أن يفوز جيل من الأجيال بفرصة تنبثق فيها قدرات الأمة وتعبر عن ذاتها ومقامها اللائق بها.

فهل سنغنم فرصة نكون فيها ونتجلى؟!

نعم سنفوز بفرصتنا العظمى المجسدة لكينونة أمة ذات جوهر منير!!

 

د. صادق السامرائي

25\1\2020

 

في المثقف اليوم