أقلام حرة

اللغة العربية بخير!!

صادق السامرائيالكتابات السلبية المتواصلة عن اللغة العربية لا تتفق وحقيقة مقامها المعاصر ودورها الثقافي الباهر، فالواقع يشير إلى أن الكتابة باللغة العربية بين أبناء أمة العرب قد إزدادت كثيرا، خصوصا بعد إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وأجهزة الهاتف التي يتم التخاطب عبرها بالكتابة.

كما أن شبكات الإنترنيت وكثافة التفاعل من خلالها يتطلب الكتابة، وغيرها العديد من المنصات والمواقع السائدة في دنيانا، والتي تستدعي أن يكتب العربي بالعربية.

كما أن عدد الكتب قد تضاعفت، وتجدنا أمام سيل متدفق من الإبداع  باللغة العربية، في الأدب والمعارف الثقافية والعلمية والمهنية بأنواعها.

فاللغة العربية حية متواصلة  بأجيالها المتفاعلة مع مكانها وزمانها.

وتحصل أخطاء إملائية هنا أو هناك، وبعض الضعف في التعبير، لكنها فرص للتعلم وتطوير اللغة والإنسجام مع نحوها وقواعدها، لوجود العديد من الغيارى على لغة الضاد.

فالذين يكتبون بتشاؤم ويأس عن اللغة العربية عليهم أن يعيدوا النظر بما يكتبونه، وأن يركزوا على روائعها المعاصرة، وكيف أنها تواصلت مع التطورات التقنية كأي اللغات الأخرى.

وقد برز من أبنائها عدد من الأفذاذ الذين أسهموا بإبتكار البرمجات اللازمة لإدخالها  في منظومة الحياة على شبكات الإنترنيت في برامج الحاسوب الكتابية والبحثية بأنواعها.

وما تحتاجه هو التواصل الواثق لتفعيل طاقاتها ومميزاتها، لكي تكون حاضرة في الوسائل المتعارف عليها في عالم الكومبيوتر.

فالذين يتصورون أن اللغة العربية ضعيفة ومتقهقرة هم الضعفاء المتقهقرون وليست اللغة.

نعم إن اللغة العربية بخير ولا بد من الإقرار بذلك، ولأنها بخير ويريد لها أبناؤها القوة والسطوع الأبهر  فأنهم يغارون عليها، وتجدهم متحفزين لتصويب أي إنحراف في التعبير أو في الإملاء، وهذه ظاهرة صحية جيدة تدل على عافية اللغة وحرص أبنائها على قوتها وقدرتها وسلامتها.

ومن يعادوا لغة الضاد بكتاباتهم السلبية عنها، لن ينالوا منها، لأنها في مقدمة اللغات الحضارية الإنسانية الحية.

 

د. صادق السامرائي

12\2\2020

 

في المثقف اليوم