أقلام حرة

أنتم الشياطين

احمد عزت سليميا مانفريد جيرستينفيلد يا صهيونى

فى مقاله "عشرات الملايين من الأوروبيين لديهم وجهات نظر شيطانية لإسرائيل " يرى الباحث المشارك في مركز BESA والرئيس السابق للجنة التوجيهية لمركز القدس للشؤون العامة والمتخصص في العلاقات الإسرائيلية الغربية الأوروبية، ومعاداة السامية، ومعاداة الصهيونية مانفريد جيرستينفيلد والمنشور فى موقع الـــ BESA فى 20 مارس الجارى 2020، أن عشرات الملايين من المواطنين الأوروبيين يعزز حتمًا معاداة السامية ضد اليهود بشكل عام وبمجموعة متنوعة من الطرق، وأخطرها مقارنة إجراءات إسرائيل ضد الفلسطينيين بأفعال النازيين ضد اليهود وأن شيطنة إسرائيل تؤدي إلى إهانات معادية للسامية موجهة ضد اليهود بشكل عام، وأنه قد ذكر تحليل رأى عام أجرته مؤسسة إنسبيرا بمقابلات مع عينات تمثيلية من السكان البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 75 حسب الجنس والفئة العمرية والتعليم في 16 دولة أوربية وكانت النتائج:ـــ ــ لا يوافق 25 % ممن أجريت معهم المقابلات على أن إسرائيل تتصرف دفاعا عن النفس ضد أعدائها، ـــ لا يوافق 27 % على أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ــ عندما يفكر 25٪ في السياسة الإسرائيلية، يشعرون أنهم يفهمون لماذا يكره البعض اليهودن، ـــ 24٪ يعتقدون أن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تبرر المقاطعة الدولية لإسرائيل، ـــ تعتقد نفس النسبة أن الإسرائيليين يتصرفون مثل النازيين تجاه الفلسطينيين.

ولأنه في المجتمعات الغربية اليوم، يتم استخدام عبارة " يتصرف مثل النازيين " لنقل الشر المطلق تعبيرا عن الرغبة في ارتكاب الإبادة الجماعية أو محاولة ارتكابها بالفعل وأن يتم استخدام هذه العبارة لتشويه سمعة اليهود، وان ذلك لعب دوراً حاسماً في اضطهاد اليهود عبر التاريخ: فكرة أن اليهودي يجسد الشر المطلق، وكما يرى ويؤكد فى مقاله أنه في معاداة السامية المسيحية، تم التعبير عن فكرة الكراهية هذه كادعاء خاطئ بأن جميع اليهود في جميع الأجيال مسؤولون عن إعدام ابن الله المزعوم، يسوع..، وان ذلك قد إنعكس اليوم بأن إسرائيل، الدولة اليهودية، هي نظام نازي ينوي القضاء على الفلسطينيين، وأن هذا ما أكدته كما يرى الدراسة " التمثيلية " ـــ كما وصفها ـــ في خريف 2008 من قبل جامعة بيليفيلد نيابة عن مؤسسة فريدريش إيبرت الديمقراطية الاجتماعية الألمانية وفى 7 دول أوربية على 1000 شخص فوق الــ 16 سنة، وكان أحد الأسئلة هو ما إذا كانوا يتفقون مع التأكيد على أن إسرائيل تشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وكانت أقل النسب المئوية لمن وافقوا في إيطاليا وهولندا بنسبة 38٪ و 39٪ على التوالي، وكانت الأرقام الأخرى: ـــ المجر 41٪، وبريطانيا 42٪، وألمانيا 48٪، والبرتغال 49٪. في بولندا، كان الرقم مذهلاً بنسبة 63٪.، وقبلا وكان أحد الأسئلة فى عام 2004، قامت جامعة بيليفيلد بدراسة مماثلة تغطي ألمانيا فقط حيث سُئل أكثر من 2500 بالغ ألماني عما إذا كانوا يوافقون على البيان: "إن ما تفعله دولة إسرائيل للفلسطينيين اليوم لا يختلف من حيث المبدأ عما فعله النازيون لليهود في الرايخ الثالث"فقد أجاب 51 % ممن أجريت معهم المقابلات بالإيجاب، ووافق 68 % على البيان القائل بأن "إسرائيل تشن حرب دمار ضد الفلسطينيين"، ويؤكد أن ذلك هو أحد الأمثلة على معاداة السامية المعاصرة وعلى نطاق واسع لنشر لهذه الكراهية ، وكما أظهر استطلاع إيطالي أجرته Paola Merulla في خريف عام 2003 أن 17 ٪ من الإيطاليين قالوا إنه سيكون من الأفضل إذا لم تكن إسرائيل موجودة، وجدت دراسة نشرت عام 2007 في سويسرا بواسطة gfs.bern أن 50٪ من سكان سويسرا يرون إسرائيل على أنها "جالوت في حرب إبادة الفلسطينيين"، وفي عام 2012، في دراسة أجراها مركز دراسات المحرقة والأقليات الدينية في النرويج، سُئلت عينة من الناس: "هل ما تفعله إسرائيل للفلسطينيين مطابق لما فعله النازيون باليهود؟" 38 % إجابة إيجابية، وقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة برتلسمان في عام 2013 اتفاق 41 ٪ بين السكان الألمان مع التصريح بأن إسرائيل تتصرف مثل النازيين عندما يتعلق الأمر بمعاملة الفلسطينيين، وفي عام 2007 كان الرقم 30٪ يُترجم رقم عام 2013 إلى أكثر من 25 مليون بالغ ألماني يعتقدون أن إسرائيل شر مطلق، وأكد أن هناك بعض تحسن مع عام 2014 ومع إستمرارية المعاداة وجدت دراسة بريطانية عام 2017 أن 23٪ من البريطانيين يعتقدون أن إسرائيل تحاول عمداً القضاء على الشعب الفلسطيني، 24٪ يعتقدون أن إسرائيل ترتكب جريمة قتل جماعي في فلسطين، اعتبر 21 % إسرائيل دولة الفصل العنصري، واعتقد 18٪ أن مصالح الإسرائيليين تتعارض مع مصالح بقية العالم، وأن 10٪ اعتقدوا أن إسرائيل هي سبب كل المشاكل في الشرق الأوسط و 9٪ اعتقدوا أنه يجب على الناس مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية، ووجدت الدراسة أيضًا أن المواقف المعادية لإسرائيل بين المسلمين في المملكة المتحدة في مستوى أعلى من مواقف عامة السكان... وكما أجرت وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي دراسة غير عشوائية بين اليهود الأوروبيين في 2018 ووجدت أن أكثر التصريحات اللا سامية شيوعًا التي يواجهها اليهود بشكل منتظم هي أن الإسرائيليين يتصرفون مثل النازيين تجاه الفلسطينيين، وقد ذكر ذلك 51٪ ممن أجريت معهم المقابلات أن هذه التصورات تعكس شيطنة إسرائيل في أوروبا.

وكما يؤكد أن شيطنة إسرائيل من قبل عشرات الملايين من المواطنين الأوروبيين يعزز حتمًا معاداة السامية ضد اليهود بشكل عام، ينبغي استخلاص استنتاجين رئيسيين من هذا، ـــ أولاً: ـــ يُطلب من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بموجب القانون القيام بكل ما في وسعهم لمكافحة معاداة السامية بشكل فعال وحماية كرامة الشعب اليهودي، بما أن معاداة السامية الأوروبية مدفوعة إلى حد كبير بالتشهير الواسع النطاق لإسرائيل، فإن الاتحاد الأوروبي عليه التزام بفعل شيء حيال ذلك. حتى الآن فشلت تماما في معالجة معاداة السامية الأوروبية.

ـــ ثانيًا: لقد فشلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مواطنيها إلى حد كبير من خلال إعطاء القليل جدًا من الاهتمام للتشهير الواسع النطاق لإسرائيل في الخارج وفي أوروبا على وجه الخصوص. ولم يكن هناك أي ضغط من الكنيست على الحكومة لبذل جهد للتعامل مع هذه المشكلة، يجب أن تتغير المواقف الإسرائيلية جذريًا لبدء محاربة شيطنة بلادهم.

ألا يعرف هذا الكاتب ما تنص عليه العقيدة اليهودية من "محو الآخر" والتى يؤمن بها كل الإسرائيليين، وكضرورة مقدسة واجبة التنفيذ بمحو الصفات الأساسية للآخر وإزالة وجودها المتجسد فى الواقع والحياة وتغييبه النهائى عن تاريخه وذاته والشعور بها وبالعالم من حوله لينتهى إلى التحلل والموت والفناء بحيث لايعود له وجود فى العالم، ونهب الأخر وسرقته وكجماعة وظيفية هذه مهمتها المقدسة: وبأمر الإله الرب " فأمد يدى وأضرب مصر بكل عجائبى التى أصنع فيها، وبعد ذلك يطلقكم، وأعطى نعمة لهذا الشعب فى عيون المصريين، فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون الشعب (خروج 3: 2.- 22)،) وــ أحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها ـ إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها فى خزانة بيت الرب.(يوشع 6: 2)، وكما عبر عن الفاعليات الإجرامية الصهيونية وتبريرها المقدس حديثاً الحاخام كوك الأب الروحى للنزعة المسيانية فى الأصولية اليهودية قائلاً:"إن الفرق بين روح اليهود وأرواح غير اليهود أكبر وأعمق من الفرق بين روح الإنسان وروح البهائم"وعبر الحاخام يهود أميتال عن هذه الخصيصة البنائية المقدسة قائلاً:"إننا نعلم إذن أن هناك تفسيراً واحداً للحروب فهى تهذب وتنقى الروح فعندما يتم التخلص من الدنس تصبح روح إسرائيل وبفضل الحرب نقية ـ إننا قمنا بالفعل بغزو الأرض، وكل ما تبقى الآن هو أن نقوم بغزو الدنس"(9).

وتصير التصرفات الإجرامية الصهيونية كتصرفات العقيدة الصهيونية وكما يرسل موسى الجند إلى مدين فيسبون نساءهم وأطفالهم وينهبون جميع بهائمهم ومواشيهم وكل أملاكهم ويحرقون جميع مدنهم ومساكنهم وحصونهم بالنار" وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم"(عدد 31: 7–11). ثم إعتماد الخيانة والغدر "إرجع من وراءه فيضرب ويموت. فقد زنا داود بامرأة مقاتل شديد الدفاع عن الرب والشعب والتابوت ولكى يخفى جريمته يستدعى زوجها أوريا من ميدان القتال ليدخل عليها وينسب حملها إلى زوجها فيرفض أوريا من شدة حبه للرب ودفاعاً عن الشعب ويختار العودة للقتال، هنا يرسل داود إلى خاله يؤاب قائد الجيش ليقتله غدراً وغيلة ثم يتزوجها بعد ذلك ثم أن الرب ينقل عن داود خطيئته بقتل الطفل ابن الزنا،ولا غرابة أن داود فى نفس السفر يصرح " يكافئنى الرب حسب برى، حسب طهارة يدى يرد على، لأنى حفظت طرق الرب ولم أعصى إلهى لأن جميع أحكامه أمامى وفرائضه لا أحيد عنها"(صموئيل الثانى:21- 22).

وكما قرر جوزيف وايتز، مسئول الاستيطان في الوكالة اليهودية، في عدد 29 سبتمبر 1967 من جريدة دافار، أنه، هو وغيره من الزعماء الصهاينة، قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه "لا يوجد مكان لكلا الشعبين (العربي واليهودي) في هذا البلد" وأن تحقيق الأهداف الصهيونية يتطلب تفريغ فلسطين، وأنه ينبغي لذلك نقل العرب، كل العرب، إلى الدول المجاورة. وبعد إتمام عملية نقل السكان هذه سـتتمكن فلسـطين من استيعاب الملايين من اليـهود، و لتصبح " إسرائيل " كلها "الدولة القلعة". أو كما قال جابوتنسكي إن "سوراً حديدياً من القوات المسلحة اليهودية سيقوم بالدفـاع عن عملية الاسـتيطان الصهيوني، لتصير " الدولة الصهيونية " هى "الجيتو المسلح الإلهى " الذى يعيد العصر الذهبى اليهوى الجديد بعودة مملكة داود وسليمان إلى الأراضى الفلسطينية التى يحتلها العرب و جعلها "ملكا للشعب اليهودي إلى الأبد".

أليس هذا هو الواقع الحقيقى على الأرض والتى يشهداها العالم كله يا مانفريد جيرستينفيلد يا ايها الصهيونى الداعم للقتل والعنصرية....

ألم تبدأ عمليات التهويد الصهيوني للقدس مع احتلال الشطر الغربي من المدينة في حرب 1948، ومن ثم تم إصدر الكيان الصهيونى عن الكنيست الأول قانون " حق العودة "فى عام 1950 والذى يمنح أى يهودى فى العالم حق الهجرة إلى فلسطين حيث تحول التفرد العنصرى باليهودية كجنس مزعزم بالتميز والتفرد إلى شكلا قانونيا تمنح صاحبها حقوقا قانونية دون غيره من غير اليهود، وخضع لتعديل لاحق عام 1954 وفى عام 1970 وذلك اعتمادا على بأن اليهود " شعب بلا أرض " نفى بالقوة والقسر من وطنه " إرتس يسرائيل " ويعتبر بموجبه كل يهودى هاجر إلى فلسطين قبل سريان القانون وكل يهودى مولود فيها قبل سريانه أوبعده، شخصا جاء إلى فلسطين بصفة " مهاجر عائد "وأصبح القانون على حد تأكيد بن جوريون هو التعبير القانونى عن الرؤية الصهيونية وتضمن التعديل الأخير فى عام 1970 بأن اليهودى هو" المولود لأم يهودية أو المهتدى إلى الدين اليهودى والذى لايدين بدين آخر " كما نص على أن تمنح الجنسية الإسرائيلية بصورة آلية لجميع أفراد الأسرة المهاجرة من غير اليهود " وعدل فيما بعد بأن يعرب المهاجر على نيته فى الاستقرار فى إسرائيل ، وكان التنفيذ فى التعديلات الأخيرة محروم منها تحريما قطعيا كل الفلسطينيين و كل المهاجرين الذين هاجروا من أراضيهم عام 1948، وعليه فقط وفى بدايات تطبيق القانون العنصرى تجلَّى التهويد العنصرى الإحلالى باجتثاث الوجود البشري والاجتماعي والعمراني والاقتصادي لأكثر من 60000 فلسطيني قامت سلطات الاحتلال بتهجيرهم القسري وتحويلهم إلى شتات من لاجئي مخيمات الصفيح في الدول العربية المجاورة

وألم تقم الحكومة الإسرائيلية الإجرامية فى إطار مخططات تهويد الجغرافيا الفلسطينية والتاريخ الفلسطينى استولت على سجلات كل الأراضي الفلسطينية المستأجرة في القدس بعدما أغلق بيت الشرق في أغسطس 2001 ، كما حرقت الأيدى الصهيونية المكتبة الوطنية الفلسطينية التى تضم الوثائق والمخطوطات الخاصة بالوزارات والسجلات ووثائق الملكية وكل السجلات حتى عام 2003.، وفى هذا الإطار صودر43.5 % من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية واستخدمت لبناء المستعمرات الإسرائيلية فقط، كما أعلن عن 41% من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية "منطقة خضراء"والتى تبلغ مساحتها 41% من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية وهي بذلك تخضع لقيود بناء مشددة وضعتها الحكومة الإسرائيلية ومن جراء ذلك، بات المزارعون الفلسطينيون يواجهون صعوبات جمة في الوصول إلى أراضيهم.

وألم يكن مذبحة " مذبحة غزة " ـ مثالا للإجرامية الصهيونية التى تختلف عن الإجرام النازى والتى رأينا فيها طفل قتل في انفجار من قبل الإسرائيليين. ثم تم دهسه من قبل دبابة إسرائيلية ـ " تنفيذاً للأمر الإلهى ": ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار، لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق بكم الرب واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب " بل من محبة الرب أياكم وحفظة القسم الذى أقسم لآبائكم " (تثنية 7 / 1 / ـ 8)، وتكون ألية العقيدة العسكرية عل النحو التالى: " وأخرج ـ داود ـ الشعب الذى فيها (ربة بنى عمون) ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرهم مع أتون الآجر. وهكذا صنع بجميع مدن بنى عمون ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم " (صموئيل الثانى 12 / 13).

" إن تردى حال العرب الإسرائيليين يعزى, قانوناً إلى تعريف "إسرائيل" نفسها رسمياً بأنها دولة يهودية، ذلك التعريف الذى يبدو كأنه يستبعد، نظرياً على الأقل، الـ 18% (تتضمن هذه النسبة السكان العرب فى القدس) من سكانها المصنُفين رسمياً بأنهم (غير يهود) " إن المساوة الحقيقية للمواطنين الفلسطينيين لا يمكن أن توجد فى "إسرائيل"، لأن "إسرائيل" ليست دولة مواطنيها بل دولة اليهود أينما يقيمون: " والعرب الإسرائيليون، وإن قُيُض لهم أن يتمتعوا بحقوق متساوية فى جميع المسائل الأُخرى، فإن "إسرائيل" ليست دولتهم." لكن السبب الأساسى للسمة العرقية القومية للدولة وممارساتها التمييزية، على ما يرى أيلون، إنما هو الحاجة إلى منح اليهود فى العالم كله مواطناً خاصاً يستطيعون أن يشعروا فيه بالأمان من اللاسامية.ولذلك كما يرى "إسرائيل" شاحاك فإن "الدولة الإسرائيلية" تميز رسميا لمصلحة اليهود وضد غير اليهود فى مجالات عديدة منها الأكثر أهمية: ـ حقوق الإقامة، ـ حقوق العمل، ـ وحق المساواة أمام القانون. وتؤكد قرارت المحكمة العليا الإسرائيلية أيضًا الدور العنصرى للكيان الصهيونى فى تنفيذ هذه السياسات في الوقت الذى يتشدقون بدورها المزعوم المدافع عن حقوق الإنسان، وحقوق الأقلية العربية عامة، إذ أن المحكمة فضلت عمليا تعريف الدولة أنها"دولة يهودية" على تعريفها أنها "دولة ديمقراطية"، وبذلك عملت من منطلق تلك الإيديولوجية السائدة في الكنيست والحكومة والمجتمع الصهيونى. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت قرارت المحكمة فيما يتعلق بالمواطنين العرب بأن المحكمة شريكة في وجهة النظر الديمغرافية التي تقف في صلب الإجماع الصهيوني، وبأن المواطنين العرب سيصطدمون بالتفضيل الجارف للنظرة الإثنية لـ"دولة إسرائيل" على حساب قيم ديمقراطية بمسائل ديمغرافية. لقــد أخفقـت المحكمـة العليــا عمليًــا في القيــام بدورها الهــام للغايــة (المزعوم) فى الدفاع عن حقوق الإنسان ـ كما يروج الصهاينة ـ من خلال دعمها للقوانين ومنها قانون المواطنة والدخول لـ"إسرائيل" عام 2003 والذى أبقى المواطنين العرب تحت حظر جارف يشمل الجنسية والإقامة ولم شمل الأسر والعائلات العربية ويمس بشكل أساسى المساواة وكرامة الإنسان العربى فى "إسرائيل" وحياته الأسرية وحرية التنقل والسفرتحت دعاوى أمن "الدولة" ومواطينيها ومواجهة الإرهاب، وفي شهر نيسان 2005، أعلن رئيس الحكومة السابق إريئيل شارون صراحة رأيه فى الجدل حول هذا الدور العنصرى وهذا القانون، في جلسة خاصة لمجلس الوزراء المصغر: أن الحديث يدور عن أمر مبدأي يتعلق بالهوية اليهودية للدولة، وليس بأمر أمني وقال "لا حاجة للاختباء وراء ذرائع أمنية . ثمة حاجة لوجود دولة يهودية".

 

بقلم: أحمد عزت سليم

 

 

في المثقف اليوم