أقلام حرة

أزمة كورونا.. حرب الأقنعة و زيف القناعات

عبد اللطيف الصافيالحرب مستعرة هذه الأيام على الأقنعة والوسائل الطبية الموجهة لمحاربة كوفيد 19، والقرصنة نشطة في هذا المجال بشكل مقزز ومثير للاشمئزاز.

إن هذا السلوك الأرعن الذي بدأته الولايات المتحدة الأمريكية و تبنته بعض الدول الاوروبية في خرق سافر للاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية التي تحكمهم، يؤكد المنزلق الخطير الذي بات يحكم العلاقات الدولية ويضع الإنسانية جمعاء في مهب الفوضى. فهذه القرصنة التي تتم تحت الأضواء الكاشفة بين دول تجمعها معاهدات ومواثيق التعاون داخل تجمعات إقليمية (الناتو- منظمة التجارة العالمية - الاتحاد الأوروبي- يوسمكا...) يفتح  أعيننا على المزيد من الحقائق التي تقنعت على امتداد عقود من الزمن بقيم مزيفة لا تعدو أن تكون شعارات بدون حمولة مادية ملموسة، ولم  تكن أبدا قناعات حقيقية بقدر ما كانت أقنعة تتخفى وراءها السياسات النيوليبرالية.

ففي الوقت الذي تسارع فيه الدول عبر العالم لتأمين احتياجاتها من المعدات الطبية لمواجهة النقص الحاد الذي تشكو منه منظوماتها الصحية في مواجهة فيروس كورونا،طالعتنا سائل الإعلام فبل، أيام، بما أقدمت عليه الولايات المتحدة التي حولت وجهة شحنات من الاقنعة الطبية/كمامات كانت في طريقها إلى دول عدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، كما منعت شركة "3 أم" من تصدير الأقنعة وآلات التنفس لكندا ودول أميركا اللاتينية.

ولم يخف " القرصان الأمريكي" هذا التصرف الذي يخرق بشكل سافر قواعد التجارة العالمية عندما صرح العراب ترامب لوسائل الإعلام بقوله : "لا نريد لدول أخرى أن تحصل على ما نحتاج إليه من أقنعة، ولكم أن تُسموا ما سيحصل بالانتقام إن لم نأخذ ما نريد"

وما فتئ هذا السلوك المشين أن أصبح قاعدة شائعة بين الدول التي تتسابق على توفير ما تحتاجه من معدات طبية خصوصا الأقنعة، بأسلوب قطاع الطرق والقرصنة المستندة على القوة والمال.

هكذا يتأكد، يوما بعد آخر، أن الأساليب الوحشية للغرب حتى في أوقات الأزمات الدولية التي من المفترض أن   تسود فيها روح التضامن الإنساني هي سمة من سمات الرأسمالية ، وأن لصوص الأقنعة وضعوا جانبا أقنعتهم و هم الآن على أتم الأستعداد لافتراس القناعات وهدم كل مبادئ الشفافية والنزاهة.

 عالم كورونا كشف كل ما هو سيء في النظام الرأسمالي، وعالم ما بعد كو ونا سيرفع الغطاء عن ما هو أسوأ فيه.

 

  عبد اللطيف الصافي-كلميم

 

في المثقف اليوم