أقلام حرة

ضياء العقل!!

صادق السامرائيالعقل يرى، ولكي يرى لابد من الضياء، وضياء العقل لا تراه العيون، لكن البصائر تتوضأ به وتدرك ما فيه من الأنوار.

ضياء العقل، نثيث إبراقات كونية وشعاع إدراك فيّاض يكشف غطاء الخفاء.

ضياء العقل، يومض في دياجير التفكّر والخيال، ويصدح في مدارات الإنكشاف والإهتداء إلى عين اليقين.

ضياء العقل، وهج الوحدانية وإطلاق لجوهر الموجودات، وإعادتها إلى أصلها الواحد الجامع الخلاّق.

ضياء العقل، نورٌ يلد نورا، وإشراق يسطع في عوالم البحث عن كنه الغيوب، وجمان الدراية الواعية الخانسة في قيعان الدجى العميق.

ضياء العقل، بسملة بلسان الوهج الدفاق من أفواه العالمين، الناطقين بإسم الرحمن الرحيم الرؤوف العطوف المنّان الكاشف للغيوب.

ضياء العقل، يأخذنا إلى عوالم وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، ويمنحنا طاقة البحث عن معارف في مدارات علوية.

ضياء العقل، طاقة كونية وإرادة صيرورة إنسانية سامية، محلقة في فضاءات العروش المتساقية من فيض الفيوض الإشراقية.

ضياء العقل، درة الذات المنبثقة من رحم الوجود المطلق، والتي تترنم بآيات التواصل والتنامي والإرتقاء إلى طاقات كن.

ضياء العقل، صوت الحق المصدّح في أرجاء الوجود، الباعث لصدى الكينونات الكبرى في ميادين التفاعلات ، الساعية لمجد الهداية وأكوان البداية المعبأة بطاقات السرمد البعيد.

ضياء العقل، نبض أفئدة الموجودات الحية الكانزة لإرادات معناها، وفحوى إنبثاقها من بذورها المتشوفة لمروج العلاء السعيد.

ضياء العقل، سطع في ديجور المتاهات البشرية، فأوجد سبلا للتعبير عن رسالة المخلوقات على مسرح الحياة الساعية إلى إبتداءٍ جديد.

ضياء العقل، يجلو كدرة الرؤى والتصورات، ويمحق الأضاليل والأباطيل، فينقّي الإنسان من الشوائب والأوضار.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم