أقلام حرة

أمة وفنجان!!

صادق السامرائيما يحصل للأمة عبارة عن زوابع في فناجين الذل والهوان، ولن تدوم ولن تأتي أكلها مهما توهم الواهمون، فـتأريخها يحدثنا عن ألف زوبعة وزوبعة، وما فتت من عضدها ولا أُثنتها عن رسالتها، أو أوهنت إرادتها.

أمة إنتصرت على أعتى الزوابع الفتاكة المتوحشة الشرسة، التي توهمت بأنها ستمحقها وتفنيها، لكنها ذهبت جميعها وغابت وبقيت الأمة حية خالدة.

وذروة ما أصابها ما حل بها عندما سقطت الدولة العباسية، وإحترقت بغداد عن بكرة أبيها، وتوهم الهولاكيون بأنهم إنتصروا عليها، وإذا بهم في عداد المنهزمين المنكوبين بآثامهم وخطاياهم.

الأمة بخير عندما ننظر بعيونها، لا بعيون اليأس والخذلان والتبعية والإمتهان.

الأمة أقوى من المكان والزمان والتأريخ والأحداث، وتقارع أعتى القوى والقدرات، وتنتصر عليها جميعا بصبرها وتجلدها وقيمها وأخلاقها وعقيدتها، وروح رسالتها النبيلة السامية العلياء.

الأمة أقوى من أبنائها، ودولها، وأنظمة حكمها، وكراسي العدوان عليها.

الأمة أقوى من النفط والسلاح، والقدرات التدميرية التي تتبجح بها قوى الدنيا، المسعورة التطلعات والتفاعلات الإفتراسية النكراء.

الأمة ليست خروفا معمما أو على رأسه عقال، الأمة نور وهاج وصوت صدّاح بزعزع أركان الدنيا، وعلى أنغامه تدور الأرض، ويتوافق مع نبضات الأكوان.

الأمة وجود كوني في سرمد أبدي، وقوة روحية مطلقة تتواشج مع كنه ذات الخلق والوجود.

فلتصمت أفواه الخذلان، ولتندحر دعوات اليأس والهوان.

فالأمة ذات شأن ورسالة وعنوان!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم