أقلام حرة

ارفعوا أيديكم عن تاريخنا

يسري عبد الغنيبداية نحن نؤمن بأن الدين لله تعالى والوطن للجميع، وبدراسة جميع المعتقدات نتأكد بأنه يجمعها قواسم مشتركة على رأسها الحب والخير والحق والجمال والتسامح واحترام الآخر وقبوله ..

أما أن تقصيني أو ترفضني لأني من أقلية معينة أو طائفة محددة أو صاحب معتقد معين فأنت تقتل هويتي، الهوية أساسها المعتقد، وكل إنسان حر في اعتقاده وانتمائه، ومن يقول غير ذلك فهو من الجاهلين،

لقد شهدنا في الفترة الأخيرة حملات مسعورة للطعن في التاريخ والشخصيات التاريخية الكبرى.

بكل أسف هذه الحملات ضد قامات تاريخنا حملات مشبوهة، يبدو أن لها مواسم معينة، ومن لا ماض له لا حاضر له ولا مستقبل، يوم أن نهيل التراب على رموزنا في الفكر والأدب والثقافة والتاريخ معنى ذلك أنك تهدم كيانك .. تهدم وجودك .. تهدم هويتك ...

نحن لا نقول بقدسية أي شخصية مهما كان حبنا واعتزازنا بها، فالجميع بشر أبناء بشر، صوابهم وارد، وبعدهم عن الصواب وارد أيضًا، ولكن عندما نتحدث عنهم يجب أن ننطلق من منهج علمي محترم له قواعده وأصوله وأسسه، أما أن نسب الجميع ونحتقر الجميع ونشوه الجميع فأنت بذلك تهدم المثل الأعلى لشبابنا الذي ضل الطريق وأصبح بدون مثل أعلى، يجعل من السطحيين والسفهاء والتافهين قدوته ومثله المحتذى ... بعد أن كنا نجعل من الإمام / علي والأستاذ / العقاد و الدكتور / طه حسين والعلامة / ساطع الحصري، والأستاذ / أحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، والمنفلوطي، وشوقي، وحافظ ... وغيرهم .. وغيرهم .. من القمم مثلنا الأعلى وقدوتنا الحسنة التي نتمنى أن نكون على شاكلتها ..

ارفعوا أيديكم عن تاريخنا الذي تجهلونه، التاريخ لن يرحمكم، لأنه قد ينسى بعض الوقت ولكن محال أن يفقد الذاكرة ... تاريخنا شعاع من الماضي يضيء لنا المستقبل، نتعلم منه دروس مستفادة نحن في أمس الحاجة إليها في أيامنا الصعبة هذه .

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

في المثقف اليوم