أقلام حرة

أفواه الكراسي الخطلاء!!

صادق السامرائيخطل بكلامه: أتى بكلام فاسد لا معنى له، أفحش، إضطرب، أخطأ، حاد عن الصواب.

من ألد أعداء لغة الضاد أصحاب الكراسي، الذين لا يستطيعون الإتيان بجملة مفيدة تامة، خالية من السقطات النحوية والتعبيرية.

فمعظمهم يتكلمون في خطاباتهم وكأن العربية ليست لغتهم، ويأتي في مقدمتهم قادتهم وحكامهم، الذين من المفروض أن يمثلوا العربية بجوهرها، ومن أفضل الناس نطقا وتخاطبا بها، لكنهم وكأنهم لم يتعلموا بالعربية، أو يدرسوا أبسط مبادئ قواعدها ونحوها.

تتعجب منهم حينما يجرّون المنصوب ويرفعون المجرور، ويعيثون فسادا بالكلمات والعبارات، وتتساءل لماذا لم يتدربوا على إلقاء خطاباتهم، ويعلمهم مستشاروهم مهارات النطق السليم، ويحرّكوا لهم الكلمات؟!!

إن ما تتعرض له لغة الضاد من إمتهان وعدوان يقوده الراتعون في الكراسي، يشير لضعف تفكيرهم وسوء منطقهم، وعدم قدرتهم على التفاعل الإيجابي فيما بينهم، لفقدان أدوات الحوار السليم وفي مقدمتها اللغة.

فلا يجيدون وضع أفكارهم في كلمات وعبارات، وعليهم أن يحترموا لغة الضاد، ويخجلوا من أنفسهم عندما يعجزون عن النطق السليم بها.

إن قادة الأمة الأوائل يتمتعون بالفصاحة والنباهة اللغوية، ومعظمهم خطباء مفوهون، ولعباراتهم أثرها على المستمعين، ومن أروع صنوف البلاغة ما جادت به قرائحهم.

واليوم تجدنا أمام قادة وحكام تخجل منهم لغتهم، فلا يجيدون التخاطب بها، ولا يعرفون فنون الخطابة، والتفاعل الخطابي مع الجماهير.

فيا أصحاب الكراسي إحترموا لغة العرب، لكي تكونوا قادة للعرب، أما هذا الإسفاف بالأخطال والضعف في نطق الكلمات وقول العبارات، فله تأثير سلبي على المستمعين، ويساهم ببناء السلوكيات التي لا تقيم أهمية للهوية والذات العربية.

فأجيدوا الكلام بالعربية يا قادة العرب، وكفاكم إهانة للغة القرآن ونور الفرقان!!

و"تكلم حتى أراكَ"!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم