أقلام حرة

صادق السامرائي: القوة الحقيقية!!

صادق السامرائيالقوة الفاعلة في الوجود ليست القوة المادية لوحدها، بل قوة النفس والروح والإرادة، فقوة الوجود الحقيقية معنوية كامنة في طياته، أما القوة المادية فلا قيمة لها إذا تجردت من الطاقة المعنوية التي تؤسس لتأثيرها المستديم.

وفي التأريخ أمثلة وشواهد لا تعد ولا تحصى، تمكنت فيها القوة المعنوية من الإنتصار على القِوى المادية، وفي مسيرة الإسلام عند إشراقه ما يدعم هذه الإرادة الفاعلة في الوجود الأرضي.

فالقنبلة الذرية لم تهزم اليابان معنويا، وكذلك الحرب العالمية الثانية لم تحطم معنويات وقدرات العديد من الدول الأوربية، والبولونيون برغم ما أصابهم من دمار وهجومات قاسية ماحقة لم ينكسروا معنويا، وإنطلقوا في بناء وجودهم المعاصر القوي الجميل.

فالقول بأن القوة للسيف وما يرمز له من سلاح يسفك الدماء ويخرّب ويدمّر، فيه نوع من الإغفال للقوة الفاعلة في مسيرة البشرية، فلو صح هذا الرأي، لما إنتهى التتار، والقِوى الكبرى والإمبراطوريات، والدول التي توهمت بأنها تتمكن من الآخر بالسيف.

ولهذا، لا إكراه بالدين ، وجادلهم بالتي هي أحسن، لأن الهدف هو الروح المعنوية، والطاقة النفسية الكامنة في البشر، التي تستدعي التوجيه الصائب نحو الهدف المنشود، وهذه لا يمكن توجيهها بالقوة المادية، بل بحاجة إلى قوة نفسية وقدرات تفاعلية ذات قيمة إنسانية راقية.

من الجنايات على الإسلام أنه إنتشر بالسيف وحسب، فعدد من البلدان أسلمت بتفاعل التجار المسلمين مع أهلها، أي أن الداعين للدين تمكنوا من بناء الطاقة النفسية الإيجابية، التي حببت الإسلام إليهم فدخلوه أفواجا.

فالقوة المادية آثمة وتأثيراتها قصيرة المدى، والقوة المعنوية نبيلة سامية ذات تأثيرات بعيدة المدى.

فهل لنا أن نركز على قوة الكلمة الطيبة، ودورها في بناء الروح القادرة على صناعة الحياة العامرة بالخير؟!!

 

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم