أقلام حرة

صادق السامرائي: الكاتب والكتابة والمعنى!!

صادق السامرائيهل للكاتب دور ولما يكتبه قيمة ومعنى؟!

كثيرا ما أتساءل، وقبل أكثر من عقد كنت عازما على التوقف عن النشر، وأعيش في عالمي فوق السطور، وأبثها أفكاري ورؤاي وحسب.

وقد أقنعني رئيس تحرير إحدى الصحف، أن لا أرتكب هذه الجريمة بحق نفسي وقرائي والكتابة كرسالة!!

وليلة البارحة هاتفني كاتب معروف ومقدم برنامج مشهور، وراح يبث معاناته وما يكابده في الكتابة، وكيف يتفاعل القارئ مع ما ينشره من مقالات، ذات قيمة معرفية وأدبية وتعبير عن بعض مشاعره وأحاسيسه.

فاسنهض ذات الأسئلة التي كادت تدفعني إلى عدم النشر، وأخذنا نفسر ونحلل، وخلاصة ما تمخض من حوارنا، أننا كمجتمع لدينا توجه نحو التقليل من قيمة ودور بعضنا البعض، فالكل كتاب وأدباء، وأكثر ما يُنشر يقرؤنه بنصف عين، أو بعين سلبية تظهر ما يحط من قيمته ومعانيه.

فالإتجاه السائد في المجتمع أنه يعادي الكاتب والأديب، ويذل الإبداع وينكره ويهزأ منه، لأنه يريده مستوردا لا محلي الصنع.

أحد المبدعين البارعين، تلقى العديد من الرسائل التي تذكره بأنه من القرية الفلانية، ومن الواقع كذا وكذا، فقلت له: أن ذلك مصدر قوة وفخر وعزة، وعصامية وتباهي.

فالذي يخاطبك بهذا الأسلوب يحط من قدر نفسه.

قال: إذن لماذا يتفاعلون بهذه السلبية؟

قلت: تلك طبيعة السلوك العاصف في حياتنا والذي أوصلنا إلى هذا القاع!!

قال: وما العمل؟

قلت: التحدي والتواصل، والإرادة المؤمنة برسالة تنويرية، فلن يطفئ أنوار الإبداع خفافيش الظلام والإيلام!!

فتصرفهم يوفر مادة لمزيد من العطاء التنويري الأصيل، فلا بد للقلم من أعداء ليكتب بتوهج ساطع!!

 

د. صادق السامرائي

23\6\2021

 

في المثقف اليوم