أقلام حرة

صادق السامرائي: الأزمة المصطلحية!!

صادق السامرائيقبل سنوات إنتقدتني قارئة شابة بقولها: لا أعرف ما تعنيه بالصيرورة، فلا أفهم ما تكتبه!!

توقفت عند ما ذكرته طويلا، أبحث عن العلة فيما أكتبه، فإن كان المكتوب لا يُفهم فلماذا أكتب؟!!

وبعد تأمل وتفكير توصلت إلى أننا نكتب ونستعمل تعبيرات لا معنى لها ولا تعريف متفق عليه، بل كل منا يرى أنه يكتب وحسب.

تذكرت ذلك الموقف، وأنا أقرأ مقالة لأحد الأخوة، وقلت ونفسي: لا أعرف ما يعنيه بالكثير من المفردات والعبارات التي يزدحم بها المقال!!

وعدت إلى ذات الحالة التي خلاصتها، أننا نعيش أزمة مصطلحات!!

في المجتمعات العلمية يتفقون على المسميات والتوصيفات، لكي يتحقق التفاهم في الخطاب، وتتأكد الغاية في البحوث عند التصدي لأي موضوع تستوجب دراسته.

وعالمنا المعرفي بأكمله يعاني من هذه الأزمة الوخيمة التي تمنع اللغة المشتركة، وتصيب القارئ بدوار وغثيان!!

لماذا نكدس عبارات مبهمة؟

لماذا نختلق مصطلحات لا تعريف لها؟

لماذا نتوهم بأننا نفكر، ونحن نعكّر ونعثّر؟

إحترت في الأجوبة، وأجدني أحيانا، أقرأ بعض ما يُكتب، وكأنه بلغة التواصل الإجتماعي عند اليافعين، فأبقى متحيرا فيما تعنيه كلماتهم التي لا أعرفها!!

فهل نعجز عن وضع أفكارنا في كلمات واضحة وعبارات بينة؟

أم أننا نحسب الإدغام والتعمية والغموض نوع من الإبداع الحداثي الجليل؟

وهل لنا أن نكتب ما يُقرأ ويُستعذَب؟!!

 

د. صادق السامرائي

19\6\2021

 

في المثقف اليوم