أقلام حرة

صادق السامرائي: غرب وشرق!!

الغرب غرب والشرق شرق، والتوهم بأنهما سيلتقيان من مستحيلات الثوابت الكونية، فهما على طرفي نقيض، الشمس تشرق وتغرب ولا تتطابق الحالتان في ذات المكان. فهي تشرق في مكان وتغرب في آخر، وهكذا دواليك بموجب إرادة الدوران.

وهذا ينطبق على مشارق الأرض ومغاربها، ومن الأمثلة الجلية، أن الشرق منغمس بالتأريخ وآليات تفكيره ماضوية بحتة وغرق فيها وتمادى.

بينما الغرب يرى ما يعاصره ولا يستوعب أقرب تأريخ، فالبارحة ماتت في وعيه، وهو إبن لحظته؟

و يرى الغرب :"ما مات فات"، ويرى الشرق  " ما مات عاش" ، فكيف يلتقيان؟

ولو أخذنا مثلا قريبا وهو القضية الفلسطينية، الغرب لا يفهم لغتنا المعبأة بالتأريخ، إنه يرى حالة قائمة أمامه، ويتوهم الحلول وفقا لمقتضيات مصالحه ومستلزمات الحفاظ على وجوده.

ولهذا تجدنا على مدى ثلاثة أرباع قرن ندور في وادٍ وهم يدورون في آخر، وسيمضي ناعور الويلات يتحرك بتعجيل متزايد، ما دامت المسافات تتسع مع الأيام.

أصحاب الحق ما عاد لهم حق، والراتعون في مواطنهم هم الأحق، هذا ما تمليه العقلية الغربية، وترفضه العقلية الشرقية التي ترى غيره تماما.

وقس على ذلك العديد من الحالات والمواقف والتداعيات، التي تتحرك بشراسة على أرض واقع أليم، الخاسر فيه المنغمسون في الغابرات، والمتمكنون فيه المتفاعلون مع واقع قائم أمامهم، يرونه كما هو لا كما يُراد له أن يُرى!!

فهل سيلتقي الضدّان، والضد يُظهر شرّه الضد؟!!

***

د. صادق السامرائي

30\11\2023

في المثقف اليوم