أقلام حرة

صادق السامرائي: لا نقرأ لكتّابنا!!

قرأت ما معناه: " معظم المثقفين العراقيين لا يبتاعون كتب المؤلفين العراقيين في معرض بغداد للكتاب"ّ، فتساءلت: لمن قرأت؟

ووجدتني طيلة مراحل حياتي أقرأ لكتّاب عرب وأجانب، وخصوصا المصريين، ولا تزال كتبهم ترافقني، ومنها كتب العقاد، توفيق الحكيم، طه حسين، يوسف إدريس، وغيرهم، ولم أجد في مكتبتي إلا القليل من الكتب لمؤلفين عراقيين، وإحترت في الجواب!!

ترى لماذا يحصل ذلك؟

أظن الكاتب المصري لديه قراء من بلاده، وبعضهم كانت موارده ذات قيمة كبيرة، دفعته لتأسيس مشاريع إنسانية خيرية.

و"مغنية الحي لا تطرب" في العراق، ونميل لإستصغار ما يقدمه مبدعونا، ومبيعات كتبهم لا تساوي شيئا بالمقارنة بمبيعات الكتب العربية والأجنبية!!

وهذه الظاهرة تنطبق على ما يُنشر في المواقع والصحف، فالمقروئية متدنية، وتجد ذات المادة مقروءة في المواقع العربية والأجنبية أكثر منها في المواقع العراقية.

لا يمكن تفسير الظاهرة بسهولة، لإمتداداتها البعيدة وتفاعل عوامل متنوعة فيها، ومهما حاولنا الوصول إلى جواب ناجع، فسيرى العراقي فيه نقصا ومثلبة.

لدينا قدرة عجيبة للنظر بعيون سلبية مطلقة، وبإنفعالية شديدة، وعندنا مواقف مسبقة جازمة، وعقولنا مسخرة لتعزيز أرادة العواطف والإنفعالات، والوعي الجمعي يختزن أقياح دمامل نفسية محتقنة، تأبى أن تتشافى وتندمل.

فالسائد أننا نقرأ الإسم ولا يعنينا المحتوى، وما أكثر الكتابات المعبرة عن المواقف السلبية الكامنة ذات الإنتقامية العالية.

فما دامت المعارك النفسية محتدمة، فأنها تبرز في التعبير الرافض لإبداعنا!!

قد يرى الكثيرون غير ذلك، لكنها ظاهرة جديرة بالنظر، لكي نتخلص من عاهاتها الضارة بوجودنا المعاصر.

فهل سنعرف مبدعينا؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم