أقلام حرة

صادق السامرائي: تماحق الأضداد!!

ضد: عكس، مخالف، مقاوم

الأضداد: تدل على معنين متقابلين كالأسود والأبيض

أبناء بعض المجتمعات تفاعلاتهم ضدية، أي لابد لواحدهم أن يكون مخالفا لإبن وطنه لكي يتميز ويشعر بوجوده.

يبدو ذلك بالتفاعلات القائمة في البلاد من أعلاها إلى آخرها، فالكراسي تتماحق في أنظمة حكمها، وتستنزف طاقتها في الإحتراز والخوف من بعضها، وكذلك في باقي مستويات الكراسي، والنشاطات المعرفية والإبداعية كافة.

والكل يجري على إيقاع :"...فما أحدٌ فوقي ولا أحدٌ مثلي"، وهي علة سلوكية منعت تفاعل العقول، وإنجابها لرؤى ذات قيمة حضارية نافعة للأجيال.

وعندما نتصفح ما يُكتب في المواقع والصحف والكتب، يتبين سلوك التفاعلات الفردية الأنانية الإنزوائية الإستعلائية، المطوقة بأوهام تحصنها من الإصغاء للآخر، فتتمترس في صناديق ذاتها الظلماء الخاوية على عروشها اليابسة.

وهذا ينطبق على عدة ميادين، ويتحقق في التفاعلات السائدة بين العقول، التي عليها أن تتواشج لا أن تتناحر، وتبدد طاقاتها في صراعات بينية خسرانية فادحة.

إن المجتمعات المقتدرة تعي حقيقة تفاعل الأضداد لا تماحقها، وتوفر لها البيئة الصالحة للمنازلات الفكرية والتنافسات العقلية المؤدية لولادات تزيدها قوة، وتدفع بعجلة التقدم في ربوعها إلى الأمام، المتسارع بخطواته الإبداعية ومنجزاته الإبتكارية.

ويبدو أن التأخر مقرون بفقدان آليات التفاعل المستقيم المستديم، ما بين العقول المتبارية في ميادين الوصول إلى الأفضل المفيد، والمقتدر الرشيد.

فلكل مجتمع أدواته الإعتصامية، ومجتمعات الفرقة والتمزق والتباغض، تجني على حاضرها ومستقبلها وتهين وجودها البعيد.

فهل من قدرة على لم شمل العقول؟!!

"والضد يظهر حسنه الضد"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم