أقلام حرة

صادق السامرائي: العمران والإنسان!!

صادق السامرائيبعض الكتاب والصحفيين والمفكرين والمثقفين العرب، أخذوا يعزفون إسطوانة أن لا قيمة للعمران دون بناء الإنسان، وما طرحوا على أنفسهم سؤال: كيف يُبنى الإنسان؟!

وهم كعادتهم يتخيلون ويتصورون ويكتبون بمداد السراب ويتغرغرون بالأوهام!!

فهل وجدتم إنسانا يُبنى في العشوائيات، وفي أحط الأماكن وأقلها خدمة لحاجات البشر؟

أيها السادة المحترمون إنكم تهذربون!!

فالعمران من ضرورات بناء الإنسان وإعلاء قيمته وشأنه، وإشعاره بإنسانيته ودوره في صناعة الحياة بحاضرها ومستقبلها، وبدون العمران لا يتحقق بناء الإنسان، مهما أمعنا في الهذيان.

ألا تساءلتم لماذا الدول القوية المعاصرة ذات عمران متطور؟

ألا نظرتم إلى الصين التي كانت بلا عمران، وكيف شيدته وبه بنت المواطن، بعد أن أكسبته الثقة بنفسه وعقله، وأشعرته بأنه إنسان!!

دولة عربية ذات قيادة تسعى للبناء وإقامة المشاريع العملاقة، وقد نجحت وقدمت قدوة تستحق التواصل معها والإقتداء بها، وإذا بالذين يسمون أنفسهم نخبا، يخرجون علينا بشعار يناء الإنسان لا العمران، وكأنهم يحاربون تلك الدولة المتعافية من ويلاتها وقعودها، ويريدونها أن تبني الإنسان ولا يقولون لها كيف يتحقق ذلك، المهم عبارة بناء الإنسان، وكأنه ماكنة أو آلة يمكن صناعتها بواسطة مهندسين وتقنيين.

يا سادة يا كرام، الإنسان يُبنى بتفاعله مع بيئته ومعطياتها، فهو مرآتها وهي مرآته، يرى نفسه فيها وتعيش فيه، فهل تريدون القول بأن الصبي الذي يتعلم في مدرسة بائسة تفتقر لأبسط مقومات المدرسة، كالذي يتعلم في مدرسة ذات عمران معاصر، إن الأول سيكون مترعا بالأفكار السلبية والمشاعر الدونية، ومسكون باليأس والإبلاس والوجيع والعجز، والثاني مشحون بالطاقات النفسية الإيحابية، ولديه عزم وقوة وإقتدار، وإيمان بحاضره ومستقبله.

إن بناء الإنسان بحاجة لعمران، وبدونه لا تتحدثون عن بناء أي إنسان!!

فتحية إكبار وإجلال للدولة التي تهتم بالعمران، وتوفر مستلزمات الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، فبالعمران ستبني الإنسان المُعافى من الأدران!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم