أقلام حرة

ليلى الدسوقي: محمد الرسول بعيون غربية

ليلى الدسوقيقال الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ‎﴿٤﴾‏ سورة القلم

و وصف الرسول نفسه بقوله " أدبنى ربى فأحسن تأديبى "

فبهذه الاخلاق تجمع الناس حول الرسول ﷺ قال الله تعالى (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)آل عمران 159 واخلاق الرسول السمحة بدات قبل البعثة فهو لم يسجد لصنم قط وكان معروفا بين اهله وقومه بالصادق الامين ولم يشترك فيما تعوده شبان قريش من عبث ومجون

اما بعد البعثة زادت اخلاقه بهدى الوحى سموا وعظمة واصبح اعظم العظماء فى كل شىء فى الصدق والامانة والوفاء والحياء والشجاعة والكرم والزهد والصبر على الشدائد ومواجهة اعباء الرسالة ومشكلات الحياة عظيما ورحيما فى معاملة اصحابه ومعرفة اقدارهم عظيما مع اهله وفى بيوته

و لقد بهرت اخلاقه عددا من كتاب الغرب فانصفوه وقالوا كلمة الحق عنه ومنهم:

ويليام موير "ان من صفات محمد الجديرة بالتنويه الرأفة والاحترام اللذين كان يعامل بهما اصحابه فان التواضع وانكار الذات والرأفة والاناة والسماحة تغلغلت فى نفسه فاحبه كل من حوله ولم يكن الاصلاح اعسر ولا ابعد منالا منه عند ظهور محمد ولا نعلم نجاحاتهم كالذى تركه عند وفاته

هرقل عظيم الروم " يطرح كثيرا من الأسئلة عن النبي محمد ﷺ علي أبي سفيان وانتهي حديثه معه بصدق دعوة محمد قائلا (لو كنت عنده لغسلت عن قدمه)

النجاشي ملك الحبشة " أخضل بكاه لحيته عندما سمع بعض آيات القرآن الكريم قائلا: ( إن هذا الكلام والذي جاء به عيسي ليخرجان من مشكاة واحدة)

الشاعر لامارتين " ان محمدا هو اعظم رجل بجميع المقاييس التى وضعت لوزن العظمة الانسانية فاذا كان مقياس العظمة الانسانية هو اصلاح شعب متدهور فمن ذا الذى يطاول محمدا فى هذا المضمار؟ واذا كان مقياس العظمة هو توحيد الانسانية المفككة الاوصال فان محمدا اجدر الناس بهذه العظمة لانه جمع شمل العرب بعد تفكك شامل واذا كان مقياس العظمة هو اقامة حكم السماء فى الارض فمن ذا الذى ينافس محمدا الذى محا مظاهر الوثنية وثبت عبادة الله وقوانينه فى عالم الوثنية والقوة "

واشنجتون ارفنج " ان من ابرز صفات محمد تسامحه مع خصومه ولسنا نعرف رجلا فى التريخ كمحمد فى هذا المضمار لقد تسامح فى اوقات كان الزعماء فى امثالها ينكلون بمن كانوا معاضين لهم تنكيلا بشعا ولكن تسامح محمد مع خصومه ومع معارضيه حقق له سيادة وتفوقا على كل الزعماء عبر القرون "

الدكتور مايكل هارت " صاحب كتاب المائة الاوائل فقد وضعه على راس القائمة مبررا ذلك امام القراء الغربين الذين يكتب اليهم فى الاساس بانه الانسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى نشر الاسلام وهو من اعظم الديانات واصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد مرور القرون فان اثره لا يزال متجددا وقويا "

 الأديب الإنجليزي برنارد شو يقول (إن العالم أحوج ما يكون إلي رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي لو تولي أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها)

 الزعيم الهندي الماهاتما غاندي يقول: (بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد وجدت نفسي بحاجة للتعرف أكثر علي حياته العظيمة إنه يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر) وقال ايضا في حديث لجريدة "ينج إنديا" وتكلم فيه عن صفات سيدنا محمد ﷺ): " أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف

الكاتب الإنجليزي توماس كارليل يقول: (إني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع إنه يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلي ما يجب عليهم لهذه الحياة الدنيا والحياة الآخرة)

الأديب البريطاني جورج ويلز (محمد أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح)

الباحث الإنجليزي لايتنر (إني لأجهر برجائي بمجئ اليوم الذي يحترم فيه النصاري المسيح عليه السلام احتراما عظيما باحترامهم محمدا ولا ريب في أن المسيحي المعترف برسالة محمد وبالحق الذي جاء به هو المسيحي الصادق)

 الأديب الروسي تولستوي: ( شريعة محمد ستسود العالم لإنسجامها مع العقل والحكمة)

المستشرق جين لويس ميشون يقول: ( إن الاسلام الذي أمر بالجهاد قد تسامح مع أتباع الأديان الأخري وبفضل تعاليم محمد لم يمس عمر بن الخطاب المسيحيين بسوء حين فتح القدس)

المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون: ( إن محمدا هو أعظم رجال التاريخ)

ول ديورانت مؤلف موسوعة قصة الحضارة يقول: ( إذا ما حكمنا علي العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدا هو أعظم عظماء التاريخ)

البروفسور رما كريشنا راو في كتابه "محمد النبي":

"لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا". 

ساروجنى ندو شاعرة الهند: "يعتبر الإسلام أول الأديان مناديًا ومطبقًا للديمقراطية، وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد عندما ينادى للصلاة، ويسجد القروي والملك جنب لجنب اعترافًا بأن الله أكبر.. ما أدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم والتي جعلت من كل رجل بشكل تلقائي أخًا للآخر".

مونتجومرى وات، من كتاب "محمد في مكة": إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد.

بوسورث سميث، من كتاب "محمد والمحمدية": لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.

 

إدوارد جيبون وسيمون أوكلي، من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق": ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.

لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.

و اخيرا كلمات المنصفين من الباحثين غير المسلمين عن النبى ﷺ لا حصر لها ونحن فى الحقيقة لسنا فى حاجة الى اقوالهم لنثبت عظمة نبينا عليه الصلاة والسلام وانما اوردنا بعض هذه الاقوال لنبين ان اخلاقه كانت محل تقدير حتى من غير المسلمين

و الحق ان جوانب العظمة والكمال الانسانى فى شخصية الرسول لا يستطيع احد ان يحصرها او يحيط بها وستظل سيرته واعماله واخلاقه مجالا رحبا للبحث والدراسة والتامل والاقتداء ما دامت الحياة وسيظل ما ارسى من مبادى وقيم سامية قدوة حسنة ومصدر الهام لكل طلاب الكمال الانسانى من بنى ادم فى كل مكان وزمان

طبتا حيا وميتا يا رسول الله

 

ليلى الدسوقي

 

في المثقف اليوم