أقلام حرة

صادق السامرائي: الثقافة السلبية!!

صادق السامرائيالمجتمعات بثقافاتها، لأنها تعكس ما هي عليه وما ستذهب إليه، وعندما نقرأ الواقع، يبرز سؤال أين الثقافة؟

ما هو دور الثقافة في صناعة الحياة الوطنية؟

لو كتبتَ موضوعا ترثي فيه الحال والأحوال، لإنتشر كالنار في الهشيم على صفحات التواصل الإجتماعي، وتردني يوميا رسائل مكتوبة وصوتية، تشترك في أنها رثائية، نواحية، تذرف دما ودموعا.

ذات مرة نشرتُ مقالا بعنوان "قل رعبا ولا تقل عربا"، وإذا به يُنشر في معظم الصحف والمواقع، ويُذاع في بعض محطات التلفزة.

وعندما تنظر فيما يُنشر في المنابر الإعلامية تجده بكائياً يندب ويجلد الذات وبقسوة مريرة، وإن كتبتَ بلغة التفاؤل هبّوا بوجهك وقالوا، إنكَ لا تعيش الواقع!!

فهل يا ترى أن المثقف عليه أن يعيش الواقع؟

وما المقصود بأن يعيش الواقع؟

إن من واجب المثقف أن يغيّر الواقع، لا أن يكرّس ما فيه، فهذا هو المقصود في أن يعيش الواقع.

الثقافة للتغيير لا للتدمير، وثقافتنا تدميرية، ولها دور كبير في تسويغ المآسي والتداعيات الخطيرة وتعزيزها، وتأمين توالدها والإستثمار فيها.

فالمطلوب ثقافة التغيير، التي عليها أن تتسم بالإيجابية والتوثبية والتحدي والإنبثاق، والتقدم إلى أمام، بعيدا عن أهوال الغابرات والأوهام.

الثقافة طاقة بناء لا هدم، وعزيمة صيرورة لا إرادة خوار وضياع وإتباع للآخرين.

فهل لنا أن نعز الثقافة ونتخذها سبيلا للرقاء والنماء، ولتكتب الأقلام بمداد الإيجابية ما يساهم في صناعة الحياة؟

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم