أقلام حرة

صادق السامرائي: القنص "ﮔنيص"!!

صادق السامرائيمن القنص: الصيد، ما أصطيد من طير أو حيوان.

ﮔنيص = كنيص

وتستعمل في اللهجة الدارجة في بعض المدن، فيُقال: "رايحين أو طالعين للكنيص" أي ذاهبين للصيد، وخصوصا صيد الغزلان والطيور وغيرها من الحيوانات الأخرى التي تؤكل.

ترى هل للشعوب مَن يقنصها؟

الواقع الذي نتجاهله أو نغفله، أن الدول منذ الأزل تسعى لقنص بعضها، ولهذا فالحروب تتواصل بينها وعلى كافة الجبهات، ولن تهدأ أبدا، لأن القنص ديدنها!!

ومثلما تسعى للحيل بأنواعها للإيقاع بصيدك، كذلك تفعل الدول للإيقاع ببعضها، والإختلاف يكون بالآليات والمهارات العقلية التي تخادع وتضلل، وتأخذ المُستهدف إلى حتفه دون دراية منه.

وفي زمن التقدم العلمي وخصوصا نظريات السلوك البشري، فأن الحيل باتت معقدة ولديها وسائلها التي تنشرها بسرعة، وتؤجج العواطف اللازمة لتعطيل العقل ومنع الإنتباه لتمريرها، والوصول بها إلى غاياتها المنشودة.

وأمتنا بدولها محاطة بالصيادين، الذين خبروا طباعها وتدارسوها، فتعلموا كيف يدفعوها للسقوط في حبائلهم، والنيل منها كما يشتهون.

ويبدو أن طُعم الدين من أسهل الوسائل الكفيلة بإسقاطها في وهاد الإنبطاح والتخنّع والهوان، وجرّها إلى مجازر الإستسلام والإذعان لإرادة الطامعين فيها.

ووفقا لنظرية " الدين أوجدها والدين ينهيها"، مضت التفاعلات القاسية في ربوعها، وتعاظمت الخطط والبرامج التفاعلات، اللازمة للإنقضاض عليها وتدميرها.

ولهذا إنتشرت الطائفية والعدوانية البينية، والفئويات بأنواعها، وتسليح العديد من المجاميع المؤدينة، بغية تأهيلها للإشتباك مع بعصها، والحط من قوتها وطاقات وجودها العزيز.

فهل للأمة أن تتصيد لا أن تُصاد.!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في المثقف اليوم