أقلام حرة

صادق السامرائي: الأمويون والعلويون والعباسيون!!

صادق السامرائيثلاثة فروع من أصل واحد ومن مكان واحد، إنطلقوا برسالة إنسانية حضارية، وتقاتلوا على قيادتها، وكان تقاتلهم شرسا متوحشا إنتقاميا فظيعا!!

الأمويون تقاتلوا مع العلويين بعنفوان مروع، والعباسيون أبادوا الأمويين بقسوة لا مثيل لها، والعباسبون قاتلوا العلويين، والعباسيون أجهز عليهم التتار فأنهاهم.

وما بقي من مسيرة الدماء بينهم غير المسطور في كتب التأريخ، وبعض الشواهد التي تشير إلى أنهم كانوا في هذا المكان أو ذاك ذات يوم بعيد.

ويبدو أن ثلاثتهم أقوياء، فبرغم تماحقهم بقيت آثارهم بأنواعها، ولا تزال فاعلة في مسيرة الأجيال المعاصرة.

وثلاثتهم من ذوي القربى، وتصارعهم كان على السلطة، وإن إتخذ الدين عنوانا، ومطية لتأمين المآرب والغايات، فثلاثتهم رفعوا رايات الدين، وكل منهم حسب أنه الأجدر بالحفاظ عليه والدفاع عنه والذود عن حياض المسلمين.

وأقواهم على ما يظهر هم الأمويون، لأنهم ترسخوا في تأريخ البشرية، رغم أن الذين كتبوا عنهم هم أعداؤهم، فالأمويون لم يدونوا تأريخهم على الورق، بل كتبوه بالسيوف والحروب المستعرة في الأرجاء.

قد يقول مَن يقول، ويرى مًن يرى، فتلك أمم خلت من قبلنا، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وما شأن الأجيال من بعدها بما جرى بينها؟

ما يحصل في الواقع العربي وبين المسلمين، مبني على مرويات ومدونات مكتوبة بعد الأحداث بأكثر من قرن، أي بعد سنة (132) هجرية، وأكثرها تعبّر عن آراء ومواقف لا عن الأحداث بذاتها، ومعظمها مكتوبة بمداد (حِبْ واكتب واكره واكتب)، فكيف يمكن القبول بما كتبه العباسيون عن الأمويين؟

إن ما يتحقق في أرجاء الأمة لا مثيل له عند باقي الأمم، فإلى متى ستبقى الأجيال تدور في دائرة مفرغة من الخسران؟

وهل يستطيع ذو عقل أن يحل مشاكل مَن في القبور؟

إن المطلوب من الأجيال أن تتفاعل مع حاضرها، وتنطلق نحو مستقبلها، بعقل علمي سليم متحرر من هذيانات مضى وما إنقضى!!

فهل لنا أن نخبر مهارات نكون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم