أقلام حرة

حميد طولست: عبثية كرة القدم (1)

حميد طولستفي فجر هذا السبت الموعود دعوت الله سبحانه وتعالى  أن تمر مقابلة المغرب الجزائر في جو رياضي عادي بدون خشونة من قبل لاعبي فريق الأشقاء الجزائريين، وعدم ضبط النفس من قبل لاعبي فريقنا الوطني، وأن تتم أطوار المباراة بقدرته عز وجل في تبارٍ رياضيِّ شريفٍ تختتم نتائحه لصالح من يوفق في تدبير وقتها واستغلال فرصها، بعيدا عن اختلاق المبارزات السياسية  وافتعال المعارك العسكرية، التي يدكيها الذين يهوون الصيد في الماء العكر، لخلق الكراهية بين الشعبين الجارين، خلافا لما تنهجه المملكة المغربية من سياسة التسامح وإنهاء العداء، كما هو الحال مع أولئك الذين روجوا على نطاق واسع، بمواقع التواصل الاجتماعي، لقضية "الحكم الاسرائلي" لغايات خسيسة، ناسين أنه وحتى وإن صح الخبر، وكان الحكم اسرائيليا او برطقيزيا أو قوقازيا معتمدا لدى الفيفا، فلن يغير من الأمر شيئا، أنه سيكون حكما دوليا يستند لقوانين دولية معتمدة في رياضة كرة القدم، واسرائيل تنتمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، شأنها شأن فلسطين المتساكنة مع دولة اسرائيل تحت قبة نفس الاتحاد، فاين المشكلة؟ 

التساؤل الخطير الذي تكمن الإجابة عنه في ظاهرة التدخل السياسة في الرياضة، وحشر السياسيين أنوفهم في الرياضيين وجمعياتهم وأنديتهم، واستغلالها لخدمة مصالحهم السياسوية الخاصة، الظاهرة المغلفة بالغيرة على فلسطين أكثر من الفلسطينيين، والتي لا تقتصر على شعب دون آخر أو دولة أو ثقافة دون غيرها، مع تفاوتات في الحجم والدرجة، حيث تضعف حدتها مع المجتمعات الديمقراطية التي تقوم على أسس احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة وشفافية وسيادة القانون، بينما تتضخم مع المجتمعات المتخلفة، التي تصنف كرة القدم عندها في آخر مراتب اهتماماتها، وقلما تُدرج في جداول أعمالها، على اعتبار أنها مجرد لهو ولعب وتسلية لا تساهم في تطوير البلدان وتقدمها، وأمام هذا العبث الذي يبدو الأمل معه ضعيفا في استقامة البناء، إلا أنه لا يبرر، ولا ينبغي له أن يبرر، رغم ثقل المخلفات ومحدودية الامكانيات، فقدان الأمل في تحرير الشأن الكروي الوطني من التبعية.

 

حميد طولست

في المثقف اليوم