أقلام حرة

صادق السامرائي: الأضرار النفسية للكلمات!!

صادق السامرائينعرف جيدا أن "الكلمة الطيبة صدقة"، فنعاديها ونتجاهلها، ونحسبها إستكانة وهوانا، فالسلام في وعينا الجمعي ضعف والقوة في العدوان.

قبل أعوام أحصيتُ عدد المفردات السلبية في مقالات ونصوص منشورة في موقع خلال يوم واحد، فأذهلني عددها، ولم أجد إلا القليل النادر من المفردات الإيجابية.

هذه المفردات السلبية تصنع كينونات إدراكية في أدمغة القراء، وتتسبب بإطلاق العواطف والمشاعر المتوافقة معها، مما يؤدي لسلوكيات تترجمها وتعبر عن فحواها.

ولا تزال المفردات السالبة سائدة فيما يُنشر في وسائل الإعلام المتنوعة، خصوصا بعد أن أصبح النشر لا يخضع لتحرير وتقييم وتقدير وتمحيص.

في المجتمعات المقتدرة، لكل كلمة دورها وأثرها في صناعة الموقف والسلوك، فيكون الكاتب  حريصا على إختيار المفردات، وبناء العبارات الصالحة للحياة الحرة الكريمة في وعاء وطني سليم.

وفي المجتمعات الخديجة ديمقراطيا، إختلط حابلها بنابلها، وصار المنشور يمثل حرية التعبير عن الشر، تحت شعار "حرية التعبير عن الرأي"، وكأن الرأي المقصود، إطلاق للعواطف والمشاعر السلبية تجاه الآخر.

وبعد مسيرة النكد والقهر وهيمنة الفساد  والتطرف والطائفيات والفئويات والعدوانية، لا بد أن تثوب الرؤوس إلى رشدها وترعوي وترى بعيون الحياة، بعيدا عن عيون الموت المحدقة في الوجوه المكفهرة الشاحبة الصفراء.

فالمطلوب الإحتراز من المفردات السلبية، لما تؤسسه من تداعيات وتفاعلات شائنة، وخالية من التفاعل النافع الواعد بمنطلقات ذات قيمة إستثمارية في طاقات المجتمع.

ولا بد من العمل بموجب قانون " الكلمة الطيبة صدقة"، والحذر من المفردات السلبية القاتلة للخير والمستحضرة للشرور.

المفردات السلبية: تثبط الهمم وتنشر اليأس والإحباط والإنكسار.

المفردات الإيجابية: تشحذ العزائم وتملأ النفوس بالتفاؤل والإصرار على صناعة الأفضل.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم