أقلام حرة

صادق السامرائي: الحياة قصيرة ومستمرة!!

صادق السامرائيقرأت في صباي لكاتب غربي عدد من الروايات والقصص، وعلقت في ذاكرتي عبارته التي  تقول: " أن الحياة لا تكفي لتحقيق طموحاتنا".

وما وعيتها في حينها لكنها رسخت في ذهني، وكل ما لا أفهمه يلتصق بذاكرتي حتى أجد له جوابا.

وبعد أن دارت السنون، وجدتني متسمرا أمام تلك العبارة المدفونة في الذاكرة، وتعجبت من حضورها، وتحاورها معي.

قال لي أحد الزملاء قبل أعوام: "علينا أن نحقق ما نفكر به ونعمل على إنجازه، فالأيام تتسارع"، وتذكرت القول الذي لا نعمل به: " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"!!

ويبدو أن هناك أفكار وعبارات لا يستطيع البشر إستيعابها إلا في مراحل عمرية معينة، أما قبلها فأنها لا تعنيه، وإن فعلت فيه.

فالبشر في حياته نائم ومستغرق في غفوته، وما أن يستفيق، حتى  يجد أنه لم يحقق ما يريد، وأن الوقت المتبقي عنده لا يكفيه لإنجاز طموحاته.

هذه قصة الحياة المختصرة المكثفة التي يمر بها البشر، فالموت يأتيه بغتة ويخطفه بسرعة، والحياة تمضي من بعده كما كانت ماضية من قبله، فالتيار يجري والأمواج تولد وتغيب بسرعة تتناسب ودفق الجريان.

البشر يتسلق سفح تل وجوده، ويحسب أنه سيفوز بالبقاء على القمة، لكنه يتدحرج ثانية وتلتهمه آفات الغياب، ولا حيلة عنده سوى أن يستسلم لإرادة التراب!!

وقفت عند باب الوجود أطرقه، وعندما أشرعت أبوابه، وجدتني أمام أهوال سراب!!

نظرت يمنة ويسرى، لكن ريحا عاتية عصفت في المكان، فتلاشى وجودي، وما عدت أعرف الدخول من أي باب!!

ورأيت طوابير خلقٍ تحمل رايات الإياب!!

فانتهت القصة وتداعى المحراب بالخطاب!!

ورحت أبحث عن كتاب!!

وما أبصرت الجواب!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم