أقلام حرة

صادق السامرائي: الإسلام والوطن!!

صادق السامرائيالشائع عند الأحزاب والحركات التي ترفع راية الإسلام، أنها لا تعترف بوطن، ولهذا فأنها تخرّب الأوطان التي تقبض على السلطة فيها، فهي تؤمن بالأمة بدولتها الكبرى، ولا يُعرف من أين جاءت بهذه الرؤية التي أصابت الإسلام بمقتل.

فلو تأملتم خطب الجمعة التي إستمعتم إليها في حياتكم، فلن تجدوا إلا القليل النادر قد أشار إلى الوطن وتعزيز الروح الوطنية ومعاني المواطنة.

ولا توجد كتابات بأقلامهم عن الوطن، فأغلبها تتمنطق بالأمة وبدولة الخلافة، التي لا وجود لها في التأريخ، وإنما هي من معطيات الخيال.

ويتغافلون أن الإسلام دين وطن، وإنطلق وتسيَّد بتوطنه في المدينة، وينكرون "حب الوطن من الإيمان"، ومن لا يحب وطنه ومواطنيه لا إيمان له، فالدين العمل.

فلماذا ينكرون الوطن في خطاباتهم وأدبياتهم وسلوكهم ويحسبونه غنيمة وحسب، ويصدرون الفتاوى التي تحلل الحرام وتستحوذ على المال العام، وفقا لشرع الغنيمة، لأن الهدف هو الأمة ودولة الخلافة، التي لا تعترف بوطن، فموطنها الأرض بأسرها، ويجب أن تضع يدها على رأس الدنيا، وتحقق رسالتها الفاعلة فيها، والتي تعاني بسببها وتندحر في ديارها، وتعتاش على عطاءات الآخرين الذين تراهم على ما تشاء من التصور!!

فهل وجدتم دينا بلا وطن؟!!

أيها المتحزبون المتعصبون بالدين، دينكم دنانيركم، وللناس المغفلين تنانيركم، المؤججة بسجير الضلال والبهتان، وتصلونهم فيها ليغنموا ما تعدونهم به.

فلهم القهر والعناء، ولكم النعيم والثراء!!

وتبّتْ حياة مَن تاجر بدين وتب!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم