أقلام حرة

صادق السامرائي: العلم وأحزاب الدين!!

صادق السامرائيهل أن العلم سيساهم في تحجيم دور أحزاب الدين، أو الأحزاب التي تستخدم الدين لتأمين ما تتطلع إليه من تصورات ورؤى؟

الأحزاب التي تسمي نفسها دينية، لا تمثل الدين الذي تدّعيه تماما، فالتي ترفع رايات الإسلام، لا تترجم إرادته الجوهرية، بل تنتقى منه ما يخدم تطلعاتها، وتنسف الوطن، وتتوهم بالأممية، ولا تعرف المعايشة والتفاعلية الإيجابية مع الآخرين.

وتستنزف طاقات الشباب والأجيال الوافدة، وتوهمها بأن الحياة في الدين.

ولهذا يسود في الواقع تداول مفردات الدين، ويتحقق التركيز على الخطابات والكتابات الدينية، وتضليل الناس بأن المشكلة دينية بحتة، ولا علاقة لها بأي شيئ آخر سواه، وإنخرط في اللعبة العديد من المفكرين والمثقفين والفلاسفة، وأخذوا يعزفون على أوتار الدين، ويوهمون الأجيال بأن المشكلة سببها الدين.

وعندما تسألهم عن العلم، وأول كلمة تنزلت "إقرأ"، وهي جامعة لنشاطات العقل، وتختصر معاني المواجهة بينه وتحديات الأمكنة والأزمنة، يحملقون بوجهك بنكران وتجاهل، ويحسبون ذلك ضرب من العدوان على ما يرونه.

إن العلم عماد الدين، والمجتمعات التي لا تعلم تجهل دينها، وتخسر أبعاد وجودها في الحالتين، فالدنيا تريد علما والآخرة كذلك، ومن ينكر العلم ودوره في بناء الحياة الحرة الكريمة القريبة من ربها والمعبرة عن دينها، يكون من أعداء الدين الحقيقين.

فلا دين بلا علم، ومَن لا يعلم لا دين له.

ولهذا كان نداء "إقرأ" يحث على التفكر والتعقل والتدبر وتفعيل العقل، وإستحضار مفردات وعناصر العلم الذي به يرتقي الإنسان.

وقد تمثل أجدادنا هذا السبيل وبرعوا فيه وقدموا إنجازات علمية أصيلة، حتى داهمهم إعصار التجهيل والتغفيل، وألقى بهم في قيعان الضياع ووهاد البهتان والهذيان السقيم.

ولن تتحقق إرادة الأمة إلا بالعلم، ولن يكون دينها قويما وصالحا للأجيال بغير العلم، فهو طوق نجاتنا وشراع مسيرتنا، وبوصلة صيرورتنا الكبرى الماجدة، وبالعلم نكون وبغيره نهون.

وإن الدين السليم في العلم القويم!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم