أقلام حرة

صادق السامرائي: أين "عامر"؟!!

صادق السامرائيكلمة "عامر" غائبة عن كتاباتنا بأنواعها، وكأنها مفردة غريبة، لا تمت للعربية بصلة، فلو قرأتم مئات الصفحات منذ بداية هذا القرن فلن تعثروا عليها.

فلماذا تم نسيانها؟

هل لأنها مفردة إيجابية؟

هل لأنها تحث على الجد والإجتهاد؟

هل لأنها تذكّر بضرورة التفاعل البنّاء مع الحياة؟

أين ذهبت عبارات، بيت عامر، وطن عامر...؟

هذه ملاحظة تقدم مثلا على أن إفتراس الشعب وتدمير الوطن، يستند على سلوكيات وآليات تؤجج السلبي وتخمِّد الإيجابي.

فعندما نقارن كلمة "عامر"، بكلمات "خراب" و"دمار"، وأخواتهما، نلاحظ تكرار المفردات الإنكسارية التقنيطية العدوانية،  يتواصل يوميا عشرات المرات في الصحف والمواقع ووسائل الإعلام.

أما الحديث عن العمران، فمن الحالات النادرة التي تُذكر بخجل وعدم إكتراث، وكأن ديدن التفاعل يجب أن يكون متوّجا بالخراب والدمار والإنهيار.

فكأننا موجودات بائسة يائسة مستجدية، لا يجوز لها أن ترى بعيون الجد والإجتهاد والثقة، والقدرة على بناء الحاضر السعيد والمستقبل الرغيد، وممنوع عليها أن تتحدث بلغة "عامر"، لأن في ذلك تقويض لمصالح المفترسين لوجودها.

فالمطلوب أن نتعلم كيف نستخدم المفردات الإيجابية ونؤمن بإرادة "عامر"، وقدرتها على التعبير عن طاقاتنا، وتكون مدننا ومواقعنا ومواضعنا عامرة بما يؤهلها للحياة الحرة الكريمة، ولتتظافر الجهود وتتفاعل في مسيرة إعمار وتعمير، وتطلّع إلى بلد عامر بالجد والإجتهاد، والعطاء الوطني الأصيل.

فهل سيعيش "عامر" بيننا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم