تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

الدوامة العبثية!!

عندما سقطت الخلافة العباسية في بغداد (8\2\1258) تذكر كتب التأريخ أن الناس أخذت تتحدث عن نهاية الدنيا، ولا مفر من الإستسلام للمشيئة المقدرة.

وعندما هزم الملك المظفر (قطز) جيوش هولاكو في معركة (عين جالوت) في (14\8\1260)، تناسى الناس ما كانوا يتوهمون وتمسكوا بالحياة وبنائها.

وفي الزمن المعاصر كلما هبت أعاصير على بلدٍ ما، قالوا إنه غضب مسلط عليهم وإنتقام منهم، وبعضهم يقول أنه مذكور في كلام هذا وذاك قبل عدة قرون، وموجود في القرآن وما إلى ذلك من التبريرات والتأويلات الواهية.

وحينما حصلت الهزة الأرضية في باكستان قبل عدة سنوات وراح ضحيتها عشرات الآلاف، وجدت الأخوة الباكستانيين يبررون ذلك بأنها غضب من الله لأن الناس أصبحت كذا وكذا.

وقس على ذلك الكثير من الظواهر والحوادث الجارية فوق التراب.

ومنها يتضح بأن مجتمعاتنا محكومة بآلية إستلابية إذعانية لا تتحرر منها وتتوارثها الأجيال تلو الأجيال، وما نراه اليوم في وسائل التواصل والإعلام، أن المتاجرين بالدين، أخذوا يستثمرون بما يحصل من كوارث لتخويف الناس وإشاعة الذعر في نفوسهم، للنيل منهم وإستعبادهم بإسم الدين.

ولو بحثتم عن إسطوانة علامات الساعة في بطون الكتب التأريخية، لوجدتموها تتكرر مرارا، وما وقعت الواقعة ولا فار التنور، ولا تزال الأرض تدور وتطحن ما عليها كعادتها منذ الأزل.

هذا لا يعني أن الأرض لن تنتهي ذات يوم، شأنها كأي جرم سماوي ينتظر دوره ليبلعه ثقب أسود، وعندها تكون النهاية خاطفة وبلا علامات.

فالأجرام السماوية والمجموعات الشمسية تنتهي بغتة وبلا سابق إنذار، فسرعة شفطها من قبل الثقب الأسود خارقة لا تتمكن منها الابصار.

فعلينا أن نتحرر من دوامة التغفيل والترويع، ونعمل كأننا نعيش أبدا!!

وتبا للكلام الفارغ الذي يصم الآذان، وهلموا إلى خير العمل!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم