أقلام حرة

ميلاد عمر: خنادق غزة.. وفنادق حكامنا

يقف الغزاويون وحدهم في الميدان، بينما يراقب النظام الرسمي العربي ما يجري وكلهم امل في ان تُهزم المقاومة، هذا ما صرح به الصهاينة امعانا في تحقير حكامنا الذين يدعون الشرف والعفة، المساعدات الانسانية يتم ادخالها وفق رغبة الصهاينة عبر معبر رفح الذي يقع على الحدود مع مصر رغم ان المعبر يقع بالأراضي الفلسطينية المعترف بها وفق قرار التقسيم؟!، إنها مأساة شعب سئم حياة الذل والمهانة على مدى ثمانية عقود ،فعمل الغزاويون على حمل البندقية والتضحية بجزء من ابنائهم علّ ما تبقى منهم على قيد الحياة تتغير احوالهم نحو الافضل،وحدهم اليمنيون قيادة وشعبا دون سواهم ،من وقفوا في خندق واحد مع المقاومة، قاموا باحتجاز بعض سفن العدو،  وقرروا منع سفن العدو من عبور باب المندب او تلك الذاهبة اليه او القادمة منه، ما ادى الى انتهاج الشركات المعنية خطوط بحرية بديلة . 

المؤكد انه يحز في انفس الغزاويون  وشرفاء العرب بشان عدم قيام مصر بمساندة المقاومة من خلال  منع سفن الصهاينة من العبور بقناة السويس  اسوة باليمنيين ،لكن الرد سياتي من جهابذة السياسة والقانون الدولي في مصر بان مصر لا تستطيع فعل ذلك لأنها ليست في حالة عداء مع الصهاينة ،هذه حقيقة ،مصر ليست عدوة للصهاينة بل جد متعاونة معهم في مجال النفط والغاز(في عام 2005 وقعت الحكومة المصرية اتفاقية تصدير الغاز المصري للصهاينة  تقضي بان تصدّر إليهم 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي لمدة 12عاما). إضافة الى استيراد وتصدير بعض السلع حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي اكثر من 300 مليون دولار سنويا، اما العرب الاخرين فانهم خانعين منبطحين خوفا على كراسيهم ،ربما خرج ترامب عن العرف السياسي في مخاطبة الحكام العرب وبخاصة الخليجيون عندما قال لهم بانكم لن تستطيعوا البقاء في الحكم لأكثر من اسبوع دون مساندتنا .

 يستضيف الحكام العرب في فنادقهم الفخمة الصهاينة، ويقيمون معهم اوثق العلائق كما انهم على تفاهم تام معهم في مختلف القضايا الدولية ويقدمون لهم المساعدات (الانسانية) في هذه الحرب القذرة ،بينما لا يقدمون أي شيء للفلسطينيين الذين يتضورون جوعا ويعانون البرد الشديد، لقد اثبت الحكام العرب في هذه الحرب انهم ابناء عمومة للصهاينة ولا يمتون للعروبة بصلة، سحقا لهؤلاء الحكام، تبا للشعوب التي لم تخرج على حكامها في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الامة .

اما عن السيد اردوغان والذي يعتبره بعض (المفكرين) العرب انه خليفة المسلمين وحامي حماهم والذي بدوره يخرج علينا بين الفينة بخطبه الرنانة المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحماية الاماكن المقدسة فإن حجم التبادل التجاري بين تركيا والكيان الصهيوني، بلغ 4.67 مليارات دولار عام 2020، و6.36 مليارات دولار عام 2021.في حين نجد ان ماليزيا قد منعت أي سفينة تحمل بضائع صهيونية من الرسو في موانئها.

لقد سخّر المقاومون في غزة، المساعدات التي تلقوها من شرفاء الامة في شراء المعدات والادوات اللازمة لشق الانفاق، على مدى عقدين من الزمن، والتي اصبحت فخاخا محكمة لاصطياد كل من دخل القطاع ،كما ان القطاع اصبح مقبرة لدباباتهم والياتهم الحائزة على شهادة الجودة من الغرب الاستعماري. 

الشرفاء حفروا الفنادق للحفاظ على شرف الامة وعزتها، بينما الحكام العرب شيدوا الفنادق ليمرغوا بها كرامتهم المسلوبة. فلتحيا الخنادق ولتسقط الفنادق.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم