تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

عبد القادر رالة: قصة سقوط حائط برلين

كان الألمان أو الجرمان من أقوى وأهم الشعوب في أوروبا منذ العصور الوُسطى، وتعاظم دورهم السياسي والحضاري مع عصر النهضة، ووصلَ ذلك الدور الى ذروته مع توحيد الإمارات الألمانية في نهاية القرن التاسع العشر من طرف الرجل السياسي العبقري بسمارك (1815ــ 1898).

ولم يستطع الألمان النأي بأنفسهم عن الحروب الدامية والتحالفات بين الإمارات والدول الأوروبية فشاركوا فيها متحالفين أحياناً، ومناوئين أحياناً أخرى للدول التي كانت تُحرك الحروب والأحداث في أوروبا من طليان، فرنسيين، انجليز، إسبان وروس ...

ودخلت ألمانيا الحرب العالمية الأولى بقوّة حليفة للأتراك والنمساويين لكنها انهزمت وتحولت الى جمهورية اتحادية لكن الشعور بالهزيمة لازم الألمان وسيطر عليهم فساهم ذلك في ظهور زعيم ورجل سياسي قوي اسمه أودلف هتلر أستطاع أن ينهض بألمانيا من جديد بل وأقوى، وكانت رغبته في الانتقام ومحو عار الهزيمة سبباً في اندلاع الحرب العالمية الثانية !

لكن رغم الانتصارات الخاطفة التي كان يحققها هتلر وحلفاءه الطليان واليابانيين، وتساقط العواصم الأوروبية أمام جنوده فإنه انهزم في النهاية وتم تدمير ألمانيا نهائياً وكليةً، ليتمَ تقسيمها بين القوتين الكبيرتان اللتان كانتا من خارج أوروبا المنهكة، شرقية يُسيطر عليها السوفيات، وغربية تابعة للأمريكان، ويفصل بينهما جدار برلين الذي أنشئ بعد نهاية الحرب بحوالي العشرين سنة، وبالتحديد سنة 1961 ...

وظل هذا الجدار يُؤرق الألمان كشعب قوي وأمة ناهضة حتى أُسقطَ سنة 1989 ...

واتحدت الألمانيتين في ألمانيا واحدة موحدّة قوية، وتلك القوة تتنامى يومٌ بعد يومٌ، إذ صارت القلب الاقتصادي النابض لأوروبا، وتكادُ أوروبا بدونها لا تُساوي شيئاً، ورغم ذلك لا تزال قوتها العسكرية والسياسية تحت المراقبة من طرف الولايات المتحدة والأوروبيين.

***

عبد القادر رالة

في المثقف اليوم